مصر والسودان دم واحد لا تفرقه الحدود

في خضم ما يدور على وسائل التواصل الاجتماعي من مشادات بين بعض السودانيين والمصريين حول هوية البطل احمد ادريس صاحب الشفرة النوبية في حرب اكتوبر يجب ان نتوقف قليلا لا لنتجادل بل لنتذكر ان التاريخ لا يكتب بالعواطف بل بالدماء التي اختلطت في ساحات الشرف.
نصر اكتوبر لم يكن نصر جيش واحد بل نصر امة كاملة نصر العروبة والوحدة والكرامة في تلك الايام المجيدة لم تكن الحدود تفصل بين مصري وسوداني كانت الايادي متشابكة والقلوب تنبض بروح واحدة والهدف واحد استرداد الارض والكرامة احمد ادريس سواء قلنا انه سوداني او مصري من اسوان فهو ابن النوبة وابن وادي النيل العظيم رمز لوحدة الارض واللغة والدم والتاريخ ولا يليق بنا ان نحول بطولته الى ساحة نزاع بل الى جسر يربط بيننا ويذكرنا بما يجب ان نحافظ عليه.
العلاقة بين مصر والسودان ليست وليدة اللحظة بل جذورها ضاربة في عمق التاريخ منذ ان كان النيل شريانا واحدا يغذي القلوب قبل ان يروي الارض كنا بلدا واحدا وشعبا واحدا تتقاسمنا الجغرافيا لكن توحدنا القيم والعادات والدماء وقف السودان الى جانب مصر في معاركها ووقف المصريون اليوم الى جانب الشعب السوداني في محنته يفتحون الابواب والقلوب ويمدون الايادي بالعون والمؤازرة وهذا هو الوجه الحقيقي للعلاقة بين الشعبين علاقة وفاء ومروءة لا مكان فيها للجدال الفارغ او المزايدات الوطنية.
ان التراشق على المنصات لا يليق بشعبين جمعتهما الاخوة قبل السياسة والمودة قبل المصلحة فمصر والسودان كجناحي طائر واحد لا يقدر احدهما ان يطير دون الآخر فلنحترم دماء الشهداء الذين قدموا ارواحهم في سبيل ان نحيا اليوم في سلام ولنصن العهد الذي تركوه لنا عهد التعايش والاحترام والاعتزاز بالانتماء لواد واحد وتاريخ واحد ومصير مشترك.
وفي النهاية لا فرق بين مصري وسوداني ولا بين عربي واعجمي الا بالتقوى والاخلاص لوطن كبير اسمه الانسانية فلنرفع اصواتنا من اجل المحبة لا الخصومة ومن اجل الاتحاد لا الانقسام ولتبق مصر والسودان دائما وابدا قلبا واحدا في جسد الامة.
وفي هذه الذكرى المجيدة اتقدم انا محاسن عاطف ابراهيم من السودان باحر التهاني لشعب مصر العظيم قيادة وشعبا بمناسبة انتصارات اكتوبر المجيدة هذا النصر الذي سطرته سواعد الابطال ودماء الشرفاء وكتب بمداد العزة والكرامة كل التحية لكل من ساهم في صنع هذا المجد وكل الدعوات بان تبقى اواصر المحبة والاخوة بين الشعبين الشقيقين الى الابد.






