الجندي المجهول في حب النبي ﷺ.. الشاعر الكبير سيد خضير الذي صنعت كلماته وجدان أمَّة
قصائده تتردَّد في كل مكانٍ.. من "يا جمال النبي" إلى "الخير كل الخير في حب النبي"

بقلم: عبدالله شلبي
مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، تتعالى الأصوات في كل مكان بالمدائح والقصائد التي تعبر عن الحب الصادق لرسول الله ﷺ، كلمات تهز القلوب وتداعب الأرواح، يرددها المنشدون والفرق في الشرق والغرب، ويظن كثيرون أنها تراث متوارث بلا صاحب. لكن خلف هذه الدرر شاعر كبير، أثرى المكتبة العربية بروائع خالدة، وبقي اسمه بعيدًا عن الأضواء، إنه الأستاذ سيد خضير محمد حسن.
وُلد سيد خضير ونشأ في قرية فاروقية الأشراف، حيث قدم أجداده من قرية سمهود شمال قنا، وينتمي لأسرة حسنية شريفة يعود نسبها إلى سيدنا الحسن بن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. ومن بين أجداده الأعلام يسطع اسم الإمام علي السمهودي، قاضي المدينة المنورة ومؤرخها الشهير.
لم تكن موهبته الشعرية محل جدل؛ فقد شهد له كبار الأدباء، وفي مقدمتهم الشاعر السعودي إبراهيم عمر الصعابي الذي أورد ثلاثًا من قصائده ضمن أعماله الكاملة، كما حجز له مكانًا بارزًا في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين. أما بين العلماء واللغويين، فقد أثنى على شعره كبار رجال الأزهر الشريف، ومنهم العلامة الشيخ عبد العزيز الشهاوي شيخ السادة الشافعية، وغيرهم ممن وجدوا في أبياته صدق البيان ورقة المعنى.
انتشرت قصائده على ألسنة البسطاء والمتخصصين على حد سواء، وصدحت بها حناجر المنشدين في أرجاء العالم، دون أن يعرف كثيرون اسم صاحبها. فمن بين أشهر روائعه:
يا جمال النبي
لا كان على الخاطر
جزاك الله يا مختار عنا
أحب الحب حبا في النبي
ألاقي زيك فين يا نبي
الخير كل الخير في حب النبي التي أنشدها الدكتور عبد العزيز سلام
الليلة مولد هادينا
يا أيها النبي والكوكب الدري
سيدنا النبي يا كامل الأنوار التي قدمتها فرقة سماع الدولية في برنامج الإعلامية منى الشاذلي
وغيرها من القصائد التي رسخت في وجدان المستمعين وأصبحت جزءًا أصيلًا من طقوس الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف.
ورغم أن بعض هذه القصائد وقع حولها خلط أو لُبس في نسبتها إلى غيره، فإن السبب لا يعود إلا إلى تواضعه الجم وابتعاده عن طلب الشهرة، وهو الذي لم يحرص يومًا على كتابة اسمه أو التذكير بنفسه، مكتفيًا بأن تصل كلماته إلى القلوب بصفائها ونقائها.
يبقى الأستاذ سيد خضير محمد حسن شاهدًا على أن الإبداع الحقيقي لا يحتاج إلى أضواء، وأن المحبة الصادقة لرسول الله ﷺ تصنع مجدًا خالدًا يتجاوز الأسماء، لكن الإنصاف يقتضي أن يُعرَف صاحب هذه الدرر، ويُذكر بين صفوة شعراء المديح النبوي الذين وهبوا حياتهم لكلمة في حب النبي الكريم ﷺ.