مشاهير

الأبناء هم ذخيرة الحياة وسعادتها

بقلم الكاتب الصحفى : أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻

أنتم ذخيرتي لوقت عجزي وقلة حيلتي ، فلا ندماً على جهدٍ ولا أسفاً على حبّ . في لحظات الضعف ، عندما يعجز اللسان عن الكلام واليد عن العطاء ، أجدكم كنزي الذي لا يفنى ، وقوتي التي لا تنضب . كل تعب يذوب أمام بريق عيونكم ، وكل مشقة تتبدد عندما تحتضنوني ببراءة لا تعرف الخداع . أنتم من تجعلونني أقف من جديد ، كأنكم تمسكون بيدي وتقولون لي : ” لا تخاف ، نحن هنا “.

أنتم كل سعادتي ، أرى الحياة جميلة بجمالكم ، فلا جمال يفوق جمالكم ولا حب يفوق حبكم . في ضحكاتكم أسمع نغمة الحياة الحقيقية ، وفي خطواتكم الصغيرة أرى الأمل يمشي على الأرض. حتى في صمتكم ، هناك حكمة تذكرني بأن الفرح لا يحتاج إلى أسباب كبيرة ، بل إلى قلوب نقية مثل قلوبكم . كم أتعلم منكم كل يوم ! أعلمكم الحياة ، ولكنكم تعلمونني كيف أعيشها بحق ، بكل بساطتها وروعتها.

دمتم لي سنداً يا أعز ما أملك ، فمن دونكم لن أكون. أنتم المعجزة التي أكمل بها حياتي ، تلك المعجزة التي لا تحتاج إلى أدلة أو براهين ، لأنها تشعشع في كل لحظة نقضيها معاً . عندما تسقطون ، أتعلم كيف أواسي ، وعندما تنجحون ، أتذكر أن السعادة الحقيقية هي أن أراكم تزهرون. فأنتم من جعلتموني أفهم أن الحب ليس مجرد كلمة ، بل هو تضحيات لا تعد ، وفرح لا يحده زمان.

أطفالي جنتي ، فيها أتذوق طعم الرضا قبل طعم الراحة ، وفيها أجد كل معاني البراءة والنقاء. جنتي ليست مكاناً بعيداً ، بل هي هنا ، بين أحضانكم ، في تلك اللحظات التي تصبح فيها الدنيا هادئة وكأن الوقت توقف ليسمعنا. كم هي غريبة الحياة بدونكم ! وكيف كنت أظن أنني أعرف الحب أو السعادة قبل أن تأتوا ؟ أنتم من علمتموني أن الحب هو أن تعطي بلا حساب ، وأن السعادة هي أن ترى من تحب سعيداً.

في النهاية ، لا أملك إلا أن أقول : أنتم ذخيرتي لوقت عجزي وقلة حيلتي ، فلا ندماً على جهدٍ ولا أسفاً على حبّ . لأنكم ، وبكل بساطة ، أنتم كل شيء .

سنلتقى إن كان فى العمر بقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى