د/احمد محمد عبدالرحمن يتحدث عن جودة الاستشارات الإدارية.. ركيزة أساسية لنجاح المؤسسات
د/احمد محمد عبدالرحمن
جودة الاستشارات الإدارية.. ركيزة أساسية لنجاح المؤسسات
في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم في مجالات الإدارة والتنظيم، تبرز أهمية الاستشارات الإدارية كعنصر محوري في رسم ملامح نجاح المؤسسات، سواء كانت حكومية أو خاصة. فمع تصاعد المنافسة وتعقيد التحديات، لم تعد القرارات الإدارية تُبنى على الحدس أو التجربة فقط، بل باتت تعتمد بشكل جوهري على الرؤية الاستراتيجية والدراسات التحليلية التي تقدمها مكاتب وخبراء الاستشارات.
وفي هذا السياق، صرح د/ أحمد محمد عبد الرحمن، أحد أبرز خبراء الاستشارات الإدارية في العالم العربي، والذي يتمتع بخبرة تزيد عن 25 عامًا في مجال التخصص، قائلاً: “جودة الاستشارة الإدارية ليست مجرد تقديم حلول نمطية، بل هي عملية تشخيص عميقة للمشكلة، وفهم متكامل لهوية المؤسسة، وثقافتها، وأهدافها بعيدة المدى. الاستشارة الجيدة تُبنى على شراكة حقيقية مع العميل، وتتطلب أدوات تحليل متقدمة وفريق عمل متخصص.”
من الجودة إلى التأثير
وأضاف د. أحمد أن جودة الاستشارة تنعكس مباشرة على قدرة المؤسسة على تحسين الأداء، ورفع كفاءة التشغيل، وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة، سواء كانت بشرية أو مالية. كما أشار إلى أن المؤسسات التي تستثمر في استشارات إدارية عالية الجودة تحقق عوائد ملموسة على مستويات عدة، من بينها تحسين مستوى رضا العملاء، وزيادة الإنتاجية، وتقليل نسب الهدر والفاقد.
وأوضح أن الاستشارات الإدارية لا تقتصر على الشركات الكبرى فقط، بل أصبحت ضرورة حتى للمؤسسات الناشئة والصغيرة، حيث تُساعدها على وضع أسس تنظيمية صحيحة من البداية، وتجنب الوقوع في أخطاء شائعة قد تكلفها مستقبلها.
تحديات ومفاهيم خاطئة
وأشار د. أحمد إلى أن أحد التحديات التي تواجه مجال الاستشارات هو المفهوم الخاطئ لدى بعض المؤسسات، حيث تعتبر الاستشارة عبئًا ماليًا وليس استثمارًا طويل الأجل. يقول: “الكثير من الجهات لا تُدرك أن الاستشارة قد تساهم في إنقاذ مشاريع بملايين الجنيهات أو توجيهها نحو مسار أكثر كفاءة. نحن نتحدث عن علم متكامل يُمارس وفقًا لمنهجيات عالمية.”
كما أكد على أهمية وجود معايير رقابة داخلية لتقييم جودة الاستشارة المقدمة، وعلى ضرورة التعاقد مع مستشارين معتمدين ذوي سجل مهني موثق، لافتًا إلى أن السوق يشهد حاليًا دخول عدد من “المدعين” الذين يفتقرون للخبرة والتأهيل العلمي.
نحو مستقبل أكثر مهنية
وفي ختام حديثه، شدد د. أحمد محمد عبد الرحمن على ضرورة تكامل دور الاستشاري الإداري مع الإدارات التنفيذية داخل المؤسسات، حيث لا يكفي أن يُقدم المستشار توصياته فحسب، بل يجب أن يكون جزءًا من عملية التنفيذ والمتابعة والتقييم، بما يضمن تطبيقًا فعليًا للتوصيات وتحقيق النتائج المرجوة.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى نشر ثقافة الاستشارة المهنية القائمة على القيمة وليس التكلفة، وعلى الحلول المصممة خصيصًا لكل مؤسسة، وليس الاعتماد على قوالب جاهزة. فالمستقبل للمؤسسات التي تُدرك أهمية العلم والخبرة وتُحسن توظيفهما في قراراتها الإدارية.”