أجود صلاح فارس عندما يكون “الطب” رسالة حياة و”الكلمة” طوق نجاة

أجود صلاح فارس عندما يكون “الطب” رسالة حياة و”الكلمة” طوق نجاة
من قلب مدينة اللاذقية، وفي السادس والعشرين من تموز لعام 2002، بدأت حكاية شابٍ لم يشأ أن تكون مسيرته عادية. أجود صلاح فارس، طالب الطب البشري في سنته الخامسة بجامعة اللاذقية، هو أكثر من مجرد مشروع طبيب يدرس الأمراض العضوية؛ هو روحٌ شابة قررت أن تعالج اليأس قبل الجسد.
لم تكن انطلاقة “أجود” في عالم صناعة المحتوى مجرد صدفة أو رغبة عابرة في الظهور، بل كانت استجابةً لحلمٍ قديم ونداء داخلي عميق. أدرك مبكراً أن رحلة الدراسة – وخصوصاً في الفروع الطبية – شاقة وموحشة، فقرر أن يكون هو الصوت الذي يكسر صمت هذه العزلة. كان هدفه الأسمى أن يصل صوته لمن هم أكبر منه سناً ومن هم أصغر، ليرسل لهم رسالة واضحة: “لستم وحدكم”.
سعى أجود من خلال منصاته لخلق حالة من التلاحم الإنساني، مؤمناً بأن مشاركة الشعور بالتعب والصعوبات هي بحد ذاتها دافعٌ للاستمرار. أراد أن يخبر كل طالب وطالبة أن ما يمرون به هو تجربة مشتركة، وأن وجود شخص يشعر بهم، عاش تجربتهم، وتحدث بلسان حالهم، كفيلٌ بأن يشعل في داخلهم حافزاً قوياً لإكمال الطريق مهما كانت العقبات.
وحين يُسأل أجود عن “نقطة الوصول” التي يطمح إليها، تأتي إجابته لتعكس نضجاً يفوق عمره. هو لا يرى لنفسه خط نهاية؛ فهدفه أكبر من أن يُحَد. يعيش مفارقة جميلة؛ فهو يشعر بأنه وصل لهدفه مع كل شخص ينجح في إلهامه أو تخفيف عبئه، وفي الوقت ذاته يرى أن الطريق ما زال طويلاً جداً، لأن طموحه في العطاء، ونقل تجاربه، وتشجيع الآخرين، هو طموحٌ لا يتوقف ولا ينضب.
أجود فارس، هو باختصار حكاية ملهمة لطبيب قرر أن يكون بلسمًا للأرواح، ورفيق دربٍ لكل حالم يسعى للوصول، جاعلاً من تجربته الشخصية منارة تضيء طريق الآخرين.







