مشاهير

أيمن شاكر يكتب : سقوط رأس الأفعى : كيف انقلب المخطط الإيراني على صاحبه ؟

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
نائب رئيس قسم الأدب ✍🏻

سقط أحد أبرز مهندسي السياسة التخريبية الإيرانية في المنطقة، “رئيس أركان الجيش الإيراني محمد رضا باقري” ، خلال غارة إسرائيلية استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق .
الرجل الذي قاد حملات دموية في سوريا والعراق واليمن، وأشرف على تدمير حلب وتشريد أهلها، لقي مصيره بنفس الأسلوب الذي مارسه ضد الأبرياء. وفي لحظة المفارقة التاريخية، يتباكى البعض على “وحدة المسلمين” مع إيران، متناسين أن طهران لم تكن يوماً حامية للإسلام، بل دولة توسعية تغذي الصراعات الطائفية وتخوض حروباً بالوكالة تحت شعارات زائفة.

الفصل الأول : إيران .. مقاومة أم إرهاب منظم ؟1. تدمير حلب وجرائم الحرب
خلال عامي 2016 -2017 ، قاد باقري عملية الحصار الوحشي لحلب، حيث دمّرت الميليشيات المدعومة إيرانياً المدينة وقتلت آلاف المدنيين تحت ذريعة “محاربة الإرهاب”. لكن الهدف الحقيقي كان واضحاً: تحويل سوريا إلى ولاية تابعة للنفوذ الإيراني، لا إنقاذها من الأزمات.

2. تصدير الفوضى : من باكستان إلى اليمن
– في باكستان : دعمت طهران جماعات مسلحة لزعزعة الاستقرار ، واغتالت علماء ومفكرين.
– في العراق : حوّلت الميليشيات الطائفية (مثل الحشد الشعبي) البلاد إلى ساحة للصراع المذهبي.
– في اليمن : زوّدت الحوثيين بأسلحة استُخدمت لقصف المدنيين وتعطيل الملاحة الدولية.

هذه السياسات تكشف أن إيران ليست حامية للإسلام، بل عدوّاً لوحدته وأمنه.

الفصل الثاني : لماذا يُستهدف قادة إيران الآن

1. الغدر بلا ولاء: اللعبة التي انقلبت ضدها
ظنت إيران أنها تلاعبت بالغرب لتحقيق مكاسبها، لكنها نسيت أن واشنطن وتل أبيب لا يعترفان بتحالفات دائمة. لقد استُخدمت طهران كأداة لتفكيك المنطقة، والآن، بعد أن أنهكت دورها، بدأت تصفية رموزها:
– قاسم سليماني (2020) : اغتالته أمريكا في بغداد.
– محمد رضا زهدي (2024) : قُتل بضربة إسرائيلية في دمشق.
– باقري (2024) : لاحقه القدر بنفس البطش الذي مارسه.

2. صراع الوحوش : من ينتصر ؟
نحن لسنا طرفاً في صراع القوى الكبرى، لكننا نرى في سقوط هؤلاء القادة عدالة تاريخية. لقد حوّلوا دماء المسلمين إلى عملة سياسية، واليوم صارت تلك الدماء لعنة تطاردهم.

الخاتمة : العبرة في السقوط
إيران تدفع اليوم ثمن جرائمها ضد الشعوب وخيانتها لدين زعمت الدفاع عنه. “من يزرع الريح يحصد العاصفة”، ومن يتآمر مع الأعداء سيكون ضحيتهم التالية. لن نرثي مجرمين، بل سنتخذ من سقوطهم تحذيراً لكل من يعتقد أن الإفلات من العقاب حقيقة.

“وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ” (هود: 102).

سنلتقى إن كان فى العمر بقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى