أيمن شاكر يكتب : عمليات بشائر الفتح : الضربة الإيرانية لقاعدة العديد الأمريكية وزلزال الاستراتيجيات الإقليمية
مقال تحليلي يستند إلى أحداث ووقائع مؤكدة

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻
لحظة الصدمة : إطلاق الصواريخ وإغلاق الأجواء
في 23 يونيو 2025، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي بدء “عمليات بشائر الفتح” ، مستهدفةً قاعدة العديد الأمريكية في قطر وقواعد أخرى في العراق، ردا على الضربات الأمريكية التي دمرت 3 منشآت نووية إيرانية قبل أيام. وأطلقت إيران 5-6 صواريخ باليستية ، سُمع دوي انفجاراتها في الدوحة، فيما أغلقت قطر مجالها الجوي “تحسباً لأي طوارئ” .
أكدت القوات الإيرانية أن الضربة تساوي نفس عدد القنابل التي استخدمتها أمريكا ضد منشآتها النووية، في إشارة إلى مبدأ “الرد المتناسب”. وفقاً لمصادر إيرانية، أصابت 3 صواريخ على الأقل أهدافها داخل القاعدة، بينما نفت الدفاعات القطرية ذلك، مشيرة إلى اعتراض الهجوم بالكامل دون خسائر بشرية .
السياق : من الضربة النووية إلى “الخيانة” الخليجية
تأتي العملية في إطار تصعيد متسارع :
💧 الضربة الأمريكية : دمرت مواقع نووية إيرانية بعد أيام من تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران. زعم ترامب تدميرها “بالكامل”، لكن تقارير أشارت إلى نقل إيران لليورانيوم المخصب قبل الهجوم .
💧 إخلاء القواعد : كشفت مصادر أن القوات الأمريكية أخلت قاعدة العديد مسبقاً، وهو ما أكدته قطر بإجراءاتها الاحترازية. هذا التحرك غذّى الاتهامات بأن واشنطن تركت حلفاءها في مرمى النيران رغم المليارات التي دفعتهمها لاستضافة القواعد .
💧 الخطاب الإيراني : وصف رئيس الأركان الإيراني الضربة الأمريكية بأنها “انتهاك للسيادة” لن يمر دون رد، مؤكداً أن عمليات “بشائر الفتح” هي البداية فقط .
١- التداعيات : من قطر إلى موسكو
قطر : بين الغضب والاحتواء
أدانت الخارجية القطرية الهجوم “انتهاكاً صارخاً للسيادة” ، محتفظةً بحق الرد، لكنها أكدت نجاح دفاعاتها في صد الصواريخ. وفي لافتة دبلوماسية، أشار مجلس الأمن القومي الإيراني إلى أن العملية “لا تستهدف الشعب القطري”، محاولاً تهدئة حليف إقليمي .
٢- الموقف الأمريكي : تراجع مفاجئ
نقل مسؤولون أمريكيون عن ترامب قوله إنه “لا يرغب بمزيد من التدخل العسكري” في المنطقة، رغم تأكيدهم معرفة مسبقة بالهجوم. هذا الموقف يعكس خشية من حرب شاملة قد تُجهد الجيش الأمريكي وتُقلق حلفاءه .
٣- إقليمياً : أجواء مغلقة وتداعيات اقتصادية
أغلقت قطر والكويت والبحرين والإمارات والعراق مجالها الجوي، ما عطّل حركة الطيران التجاري وكبد الاقتصادات خسائر فادحة. هذه الخطوة تكشف هشاشة الأمن الإقليمي أمام أي تصعيد .
٤- دولياً : روسيا تدخل على الخط
التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالرئيس بوتين في موسكو، طالباً دوراً روسياً فاعلاً في الأزمة. جاء هذا بعد إدانة روسيا للضربات الأمريكية ووصفها بـ “غير المسؤولة” .
المخاطر المستقبلية : نحو حرب ممتدة ؟
– تصعيد نووي : يدرس البرلمان الإيراني تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، ويهدد بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ما يزيد عزلة النظام ويُصعّد المخاوف العالمية .
– تفتيت التحالفات : تزايد الشكوك الخليجية تجاه الحماية الأمريكية قد يدفع دولاً مثل قطر لإعادة تقييم وجود القواعد الأجنبية، أو اللجوء إلى ضمانات أمنية بديلة (مثل التحالف مع الصين أو روسيا).
– حرب الاستنزاف : حذرت القوات الإيرانية من أن الضربة الأمريكية “وسّعت نطاق أهدافنا المشروعة”، بينما هددت بـ “عواقب لا تُحتمل” إذا استمر التصعيد .
🩸الخلاصة : لعبة النار وأوهام الهيمنة
ضربة “بشائر الفتح” لم تكن مجرد رد عسكري، بل زلزال استراتيجي يكشف :
– فشل الردع الأمريكي في حماية حلفائه رغم تفوقه التكنولوجي.
– تحوّل إيران من الدفاع إلى الهجوم في معادلة الردع، مستغلةً تراجع الدور الأمريكي المباشر.
– مخاطر انهيار النظام الأمني الخليجي التقليدي، حيث لم تعد القواعد العسكرية وحدها كافية لاحتواء الصراعات.
اليوم، يعيد الشرق الأوسط حساباته على وقع صواريخ طهران وتراجع واشنطن، فيما تُختبر مصداقية التحالفات ليس بالوعود، بل بثمن الدم والأرض .
حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه