مشاهير

أيمن شاكر يكتب : لم نعد نحتاج إلا لقلبٍ يطمئن إليه القلب

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
نائب رئيس قسم الأدب ✍🏻

في زحمة الحياة ، وبين صخبها وهمومها ، نبحث جميعًا عن شيء واحد لا أكثر :-
“طرف مضمون” . شخصٌ لا يخون ، لا يغيّر ، لا يخذل . لا يشترط أن يكون حبيبًا ، أو صديقًا ، أو قريبًا ، المهم أن يكون ثابتًا ، يعرف دوره في العلاقة ، لا يطمع في أكثر من حقه ، ولا يبخل بواجبه .
شخصٌ يجعلنا حين ننظر في عينيه نرى أنفسنا بكل صدق ، بكل ضعف ، بكل حاجة مكبوتة بداخلنا إلى من يفهم ، يحتوي ، يهدئ .

ليست الملايين هي ما نفتقدها ، ولا الرفاهيات هي ما نشتاق إليه ، بل الراحة .. ذلك الشعور الذي يغمرك عندما تعرف أن هناك قلبًا لا يتغير ، ويدًا لا تتردد في مدك حين تحتاج ، وعينًا لا تنظر إليك إلا بمحبة . نريد شخصًا حنينًا يمسح دموعنا قبل أن تسقط ، مريحًا يخفف عنا ثقل أيامنا ، سندًا يحمينا من قسوة الدنيا حين تنقلب علينا. نريد من يجعل الحياة أخف ، من يكون ” المتنفس ” الوحيد في عالم يختنق فيه الجميع.

كم من مرة وقفنا بلا كلام ، نتمنى لو أن هناك من يقرأ ما بداخلنا دون حروف ؟
كم من مرة سقطنا وأردنا يدًا تمسكنا لا لتُنهضنا فقط ، بل لـ”تطمئننا” أن السقوط ليس النهاية ؟ نبحث عن ذلك الشخص الذي لا يحتاج منا شرحًا ، لا يحتاج تبريرًا ، لا يحتاج مجهودًا كي يبقى .
“طرف مضمون” .. كلمتان فقط ، لكنهما تحملان كل معاني الأمان.

في النهاية ، لا نطلب المستحيل ، فقط نريد قلبًا نطمئن إليه ، ويدًا نعرف أنها لن تتركنا ، وعينًا نجد فيها ” وطنًا ” حين نفقد كل الأوطان .
نريد أن “نتطمئن” .. أن نعرف أننا لسنا وحيدين ، أن هناك من سيظل ، أن هناك من سيبقى.
لأن الدنيا ، بكل قسوتها ، تصبح أخف حين نجد ذلك الشخص الذي يقول لنا بدون كلمات :
أنا هنا .. لن أغيّر ، لن أرحل ، لن أخذل .. أنا هنا ، فقط كي ترتاح .

سنلتقى إن كان فى العمر بقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى