أيمن شاكر يكتب : وثائق سرية توضح خطه إسرائيل لضرب مصر : تفاصيل الليلة التي غيرت وجه الاحتلال

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
نائب رئيس قسم الأدب ✍🏻
اليوم، الإحد 15 يونيو 2025 ، سيبقى محفورًا في ذاكرة التاريخ كيوم الانعطاف الكبير ، كيوم الزلزال الذي هز أركان الكيان الصهيوني في عمق أعماقه ، لم تكن مجرد هجمات عابرة ، بل كانت سلسلة ضربات موجعة ومحكمة ، كالسكين الساخن في الزبدة ، مزقت أوهام المناعة والتفوق التي دأب الاحتلال على ترويجها لعقود .
الأحداث التي انطلقت في الساعات القليلة الماضية ، والتي ما زالت تفاصيلها تتكشف مع كل دقيقة ، تُرسم صورة كارثية لم يسبق لها مثيل على أرض فلسطين المحتلة ، وتُعيد رسم خريطة القوى والتحالفات في المنطقة بأسرها.
🔴 الضربة الأولى : سقوط حيفا ومينائها – جرح نازف في خاصرة الكيان
الحدث المفصلي : وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن وسائل الإعلام الإيرانية ، شنت إيران هجومًا صاروخيًا وبالستيًا هائلًا استهدف مدينة حيفا ومينائها الحيوي . حجم الضربة وشدتها يُشيران، بحسب هذه المصادر، إلى تدمير شبه كامل لميناء حيفا ، أحد أهم البوابات الاقتصادية والعسكرية للكيان، وإلحاق أضرار جسيمة بمعظم البنية التحتية لمدينة حيفا نفسها
البعد التاريخي : هذه الضربة تحمل ثقلًا تاريخيًا هائلًا :
ثاني تدمير لميناء رئيسي : فهي تمثل ثاني مرة في تاريخ الكيان يتم فيها تدمير ميناء رئيسي. الأولى كانت عندما دمرت القوات المصرية الباسلة ميناء إيلات خلال حرب الاستنزاف المجيدة ، ضاربةً بذلك أسطورة التفوق البحري الإسرائيلي.
الأولى من نوعها في العمق : ولكن هذه المرة، الضربة تميزت بأنها الأولى على الإطلاق التي تشمل تدميرًا شاملًا لمرفأ رئيسي مصحوبًا بتدمير واسع النطاق للبنية التحتية الحضرية المحيطة به في عمق الأراضي المحتلّة . إنها ضربة تخترق ما كان يُعتقد “ملاذًا آمنًا” بعيدًا عن خطوط المواجهة المباشرة.
الضحايا والدمار : الغموض المتعمد والواقع المرير :
بينما تلوح أعمدة الدخان الكثيف في سماء حيفا، ويُسمع صدى صفارات الإنذار والإسعافات، يُصرّ الجيش الإسرائيلي على سياسة الغموض والتعتيم . لا توجد أرقام رسمية عن القتلى والجرحى، مُتذرعًا بـ”أسباب الأمن القومي” و”الحفاظ على الروح المعنوية”.
لكن حجم الدمار الذي تنقله الصور المتسربة وشهادات الناجين القليلة، يترك لا مجال للشك في أن عدد الضحايا مرتفع للغاية وأن مشاهد الدمار تتجاوز كل ما شهدته هذه الأراضي من قبل. إنها مشاهد لم يعهدها الإسرائيليون أبدًا داخل ما كانوا يعتبرونه “عمقهم الآمن” – داخل بيوتهم ، شوارعهم، وأماكن نومهم. إنها صورة قريبة جدًا من الجحيم الذي ألحقوه بغيرهم لسنين طوال.
🟢 الضربات المتتالية : استهداف العصب والنخاع
لكن العاصفة لم تتوقف عند حيفا. كانت الضربات التالية أكثر جرأة ودقة، تستهدف مراكز القوة والرمزية للكيان:
🔵 ضربة “رافائيل” : تحطيم السيف والدرع معًا :
في ضربة يُعتقد أنها من نتاج الذكاء العسكري الدقيق، سقطت الصواريخ على شركة “رافائيل” للصناعات الدفاعية المتقدمة (Rafael Advanced Defense Systems) .
هذه الشركة ليست مجرد مصنع عادي؛ إنها ” العقل المدبر والذراع التقني لنظام “القبة الحديدية ” الشهير (Iron Dome) ، وأحد أهم موردي الأنظمة الدفاعية والهجومية المتطورة للجيش الإسرائيلي وحتى للدول الأخرى.
ضرب “رافائيل” ليس تدميرًا لمنشأة صناعية فحسب ؛ بل هو ضربة في الصميم للقدرة التكنولوجية العسكرية الإسرائيلية ، وإضعاف مباشر لدرعها الجوي الأكثر تباهيًا .
إنها رسالة مفادها : “أسلحتكم التي تعتزون بها ، عاجزة عن حمايتكم من إرادتنا “.
🟣 بيت نتنياهو في قيسارية : إسقاط الرمز : في خطوة تحمل دلالات رمزية ونفسية عميقة، استهدف هجوم آخر منتجع قيسارية الفاخر على ساحل المتوسط ، وتحديدًا منزل عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الدمار الذي لحق بالمنزل هو أكثر من مجرد تدمير للبناء؛ إنه تهشيم لصورة الأمان والحصانة التي يحتمي بها قادة الاحتلال ، وهو صفعة مدوية للغرور الصهيوني . لقد أصبحت أماكن نومهم واستجمامهم القصية هدفًا ممكنًا.
🟣 مصفاة حيفا : شلّ شريان الطاقة :
لتكتمل حلقة الضربات الموجعة حول حيفا، أعلنت إيران عن إصابة مصفاة النفط الإسرائيلية الكبرى في حيفا بأضرار بالغة.
المصفاة ليست مجرد منشأة ؛ إنها شريان حيوي لتزويد الكيان بالوقود والطاقة . الأضرار الجسيمة التي لحقت بها، كما ورد، ستُخرجها حتمًا عن الخدمة لفترة طويلة وممتدة ، مما سيُحدث شللاً في قطاعات حيوية كالنقل والصناعة والاقتصاد اليومي، ويفتح الباب أمام أزمة طاقة خانقة. إنها ضربة للاقتصاد وقدرة التحمل في آن واحد.
⚫️ الكشف الخطير : المؤامرة على سيناء والأخطر مما نتصور
لكن المشهد لا يقف عند حدود ساحة المعركة العسكرية. في تطور سياسي مذهل ومريب، كشف وزير الأشغال اللبناني السابق ، ( علي حمية ) ، في مقابلة صحفية، عن تفاصيل صادمة تتعلق بزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى مصر مؤخرًا .
الوثائق السرية : وفقًا لحمية، سلّم الوزير الإيراني نظيره المصري وثائق سرية بالغة الأهمية ، مُؤكّدًا أن طهران حصلت عليها من داخل تل أبيب ، محتوى هذه الوثائق ؟
خطة عسكرية إسرائيلية ضخمة ومفصّلة كانت تُحاك لاجتياح شبه جزيرة سيناء المصرية والهجوم على قوات الجيش المصري في الأيام القادمة
تساؤلات مصيرية : هذا الكشف يُثير عاصفة من التساؤلات الخطيرة :
* ما هي التفاصيل الكاملة لهذه الخطة العدوانية ؟
* ما هي الأهداف الحقيقية وراءها ؟
هل هي توسعية ؟
أم لخلق منطقة عازلة ؟
أم لاستفزاز مصر وإدخالها في صراع مباشر ؟
* كيف بالضبط حصلت إيران على هذه الوثائق الحساسة ؟
هل هي ثمرة اختراق استخباراتي عميق ؟
* ما هو موقف مصر الرسمي من هذا التحذير الإيراني ؟
وما هي الإجراءات التي ستتخذها ؟
* إلى أين ستمضي الأمور في ظل هذه المعلومات المتفجرة ؟
🔵 المشهد الإقليمي والدولي : براكين تثور وتحالفات تتشكل
الأحداث المتسارعة على الأرض تدفع بالقوى الإقليمية والدولية للتحرك بسرعة، في مشهد يُذكّر بالتحضيرات التي سبقت الحروب الكبرى :
1. صراخ الاحتلال طلبًا للنجدة : في رد فعل يعكس حجم الهزّة التي تعرض لها، بدأت سلطات الاحتلال بطلب مساعدة دولية عاجلة وفورية . هناك أنباء عن تحركات دبلوماسية مكثفة لتشكيل تحالف دولي للدفاع عن إسرائيل ، سعيًا منها لجرّ القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلى الصراع بشكل مباشر.
2. التضامن الشرقي الصامت والفعال : في موازاة ذلك، تشير تقارير غير رسمية لكنها موثوقة إلى تحركات سريعة من باكستان والصين .
يُقال إن البلدين يُقدمان دعمًا لوجستيًا وعسكريًا غير مسبوق وغير معلن رسميًا لإيران . هذا الدعم قد يشمل تزويدًا بالذخائر ، قطع الغيار ، معلومات استخبارية، أو حتى غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا في المحافل الدولية. إنه تعزيز للجبهة المقاومة في لحظة فارقة.
3. إعادة تشكيل التحالفات : المشهد الذي يتشكل أمام أعيننا يُعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة بشكل جذري ، الخطوط تتحدد بوضوح أكبر: من يقف مع العدوان والاحتلال ،
ومن يقف مع الحق والمقاومة ؟ التوتر بين المحاور يصل إلى مستوى خطير يُذكّر بأجواء ما قبل الحروب العالمية، حيث تتجمع القوى وتتخذ مواقعها استعدادًا لمواجهة قد تكون أوسع وأشد.
🟡 لماذا هذه الليلة مختلفة ؟ لماذا تُعد نقطة تحول ؟
ليلة 15-16 يونيو 2025 ليست كأي ليلة أخرى في تاريخ الصراع :
* حجم الدمار غير المسبوق في العمق : الضرر الذي لحق بحيفا ومينائها وبنيتها التحتية يتجاوز أي شيء شهده الكيان في تاريخه داخل خطوطه الخضراء المزعومة.
* طبيعة الأهداف ودقتها : استهداف مركز تكنولوجي حساس مثل “رافائيل”، ورمزي مثل منزل نتنياهو، ومصدر طاقة حيوي كمصفاة حيفا، يُظهر قدرة تخطيطية وتنفيذية عالية وخطيرة من وجهة نظر الاحتلال.
* الكشف عن نوايا عدوانية ( خطر اجتياح سيناء ) : وثائق المؤامرة على سيناء تُضيف بُعدًا جيوسياسيًا خطيرًا، يكشف النوايا التوسعية المزمنة للكيان ويدفع بمصر إلى قلب الصراع.
* سرعة وديناميكية التصعيد : الأحداث تتوالى بسرعة البرق، من هجوم عسكري إلى كشف سياسي إلى تحركات دولية، مما يُصعّب السيطرة على الموقف.
* حشد التحالفات الإقليمية والدولية : الطلب الإسرائيلي للتحالف الدولي مقابل الدعم الصيني – الباكستاني لإيران يُشير إلى إمكانية تحول الصراع إلى مواجهة أوسع.
الخاتمة : في قلب العاصفة .. صلاة ودعاء
ها هي الأرض ترتجّ تحت أقدام الجميع. ها هي نذر عاصفة لم يشهدها الشرق الأوسط بهذا الحجم من الوضوح والخطورة منذ عقود. الدخان يتصاعد من حيفا، وصوت الحقيقة ينبعث من كشف المؤامرة على سيناء، وهمسات التحالفات تملأ أروقة السياسة الدولية.
في خضم هذا البركان الذي ينفجر، وسط زئير الصواريخ وصراخ الضحايا وصمت القتلى، وهمسات الدبلوماسية وصراخ طلبات النجدة، يبقى الأمل الوحيد هو أن تنحني إرادة الطغاة والجلادين أمام إرادة الشعوب التواقة للحرية والكرامة. يبقى الدعاء أن تُجنّب البشرية ويلات حرب أوسع تأكل الأخضر واليابس.
اللهم احفظ دماء الأبرياء في فلسطين المحتلة، وفي إيران، وفي لبنان، وفي مصر، وفي كل بقعة من أرضنا العربية والإسلامية. اللهم احمي المدنيين من بطش الطغاة وجبروت الآلة العسكرية. اللهم أنزل السكينة على قلوب الخائفين، واشفِ جراح المصابين، وارحم أرواح الضحايا. اللهم انصر الحق وأهله، واهزم الباطل وأعوانه، واجعل هذه العاصفة العاتية فاتحة لتحرير المقدسات ، وردّ المظالم، وإقامة العدل. اللهم احفظ بلادنا وشعوبنا من كل سوء، واجعلنا من عبادك الصالحين الذين يحملون راية الحق حتى النصر أو الشهادة. اللهم آمين.
اليوم كتبت حيفا بأحرف من دم ودخان ، فصلاً جديدًا في سجل المقاومة، وفضحت وثائق تل أبيب وجه الاحتلال الحقيقي. الطريق طويل، والعاصفة ما زالت في بدايتها، ولكن رياح التغيير قد هبّت بعنف. النهاية لم تُكتب بعد، لكن بداية النهاية لأوهام الأبدية الصهيونية قد أطلقت أولى شراراتها في سماء حيفا المحرّقة
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه