اخبار اليوم

إنجاز طبي غير مسبوق ونجاح مصري يعكس مستوى التطور العلمي والمهني وذلك لإستئصال ورم ضخم بالغدة الدرقية وزنة ٧٠٠ جرام وجاء ذلك لقدراتهم على التعامل مع أصعب وأندر الحالات وفقًا لأعلى المعايير العالمية

بقلم الإعلامية /منار أيمن سليم

في إنجاز طبي يُضاف إلى سجل النجاحات المتتالية للمنظومة الصحية المصرية، نجح فريق جراحي متخصص في إجراء واحدة من أدق وأندر جراحات الغدة الدرقية، تمثلت في استئصال ورم ضخم للغاية من الغدة الدرقية لرجل يمني الجنسية، في عملية تُعد من الحالات النادرة عالميًا نظرًا للحجم الاستثنائي للورم الذي بلغ وزنه نحو 700 جرام.

العملية أُجريت تحت قيادة الأستاذ الدكتور السيد شاكر شعير، أستاذ جراحات الأورام بجامعة القاهرة، وزميل جامعة هايدلبرج بألمانيا، والذي يُعد أحد الأسماء البارزة في مجال جراحات الأورام الدقيقة، ويملك سجلًا حافلًا بالعمليات المعقدة التي تكللت بالنجاح داخل مصر وخارجها.

وكان المريض اليمني يعاني منذ فترة طويلة من تضخم شديد بالغدة الدرقية، تسبب له في أعراض صحية خطيرة شملت صعوبة في التنفس والبلع، إلى جانب تشوه واضح في منطقة الرقبة، ما أثّر بشكل مباشر على جودة حياته اليومية.وكان المريض يخشى اجراء الجراحة خوفا من تاثير الجراحة على وظائف الاحبال الصوتية و خاصة انه يعمل معلما بإحدى المدارس، كما تبيّن وجود ورم ضخم بالغدة الدرقية، يُعد من الأحجام غير الشائعة عالميًا، ويحتاج إلى تدخل جراحي بالغ الدقة نظرًا لقرب الغدة من تراكيب حيوية شديدة الحساسية.

وخضع المريض لتحضيرات طبية مكثفة قبل الجراحة، شملت تقييمًا دقيقًا لوظائف الأحبال الصوتية والغدد الجاردرقية، بالإضافة إلى وضع خطة جراحية محكمة لتفادي أي مضاعفات محتملة.وتطلب مهارة عالية وخبرة دقيقة في التعامل مع هذا النوع من الأورام، خاصة مع التشابك الشديد للورم مع الأنسجة المحيطة.

وبفضل الله، ثم بفضل الكفاءة الطبية العالية للفريق الجراحي، تم استئصال الورم بالكامل بنجاح تام، دون تسجيل أي مضاعفات تُذكر أثناء أو بعد الجراحة. والأهم من ذلك، تم الحفاظ الكامل على الاعصاب المغذية للأحبال الصوتية، ما جنّب المريض أي مشكلات في الصوت أو التنفس أو النطق، كما تم الحفاظ على الغدة الجاردرقية، وهو ما يضمن استقرار مستوى الكالسيوم في الدم ويُعد إنجازًا بالغ الأهمية في مثل هذه العمليات المعقدة.

وعقب الجراحة، تم نقل المريض لمتابعة حالته، حيث أظهرت المؤشرات الحيوية استقرارًا تامًا، وتحسنًا ملحوظًا في حالته الصحية. وبعد فترة قصيرة من المتابعة الدقيقة، خرج المريض من المستشفى وهو يتمتع بصحة جيدة، مع تحسن كبير في التنفس والبلع، واستعادة طبيعية لشكل الرقبة ووظائفها.

هذا النجاح الطبي الكبير لا يُمثل فقط قصة شفاء لمريض يمني وجد في مصر ملاذًا آمنًا للعلاج، بل يُجسد أيضًا الثقة المتزايدة التي يحظى بها القطاع الطبي المصري، خاصة في مجال جراحات الأورام الدقيقة والمعقدة. كما يؤكد أن مصر باتت مركزًا إقليميًا رائدًا في تقديم الرعاية الطبية المتقدمة، مستقطبةً مرضى من مختلف الدول العربية والشرق الأوسط.

ويُعد هذا الإنجاز إضافة جديدة إلى سجل الجراحات الدقيقة التي تُجرى على أرض مصر، ويعكس مستوى التطور العلمي والمهني للأطباء المصريين، وقدرتهم على التعامل مع أصعب وأندر الحالات وفقًا لأعلى المعايير العالمية، مما يعزز مكانة مصر الطبية على خريطة الطب العالمية، ويؤكد أن الأيادي المصرية قادرة على صنع الفارق وإنقاذ الأرواح بكل اقتدار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى