مشاهير

القوة سرّك الأعمق … لا تمنح العالم ضعفك ليتاجر به

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻

في لحظة ما ، ستجد نفسك واقفًا على حافة الانهيار ، تحمل بين ضلوعك ألمًا لا يُحتمل ، وحزنًا يهدّ جدران روحك .
لكن تذكّر دائمًا : العالم لا ينتظر سوى زلّة واحدة منك ليلقي عليك نظرة الشفقة ، أو ليضحك من جراحك .
فلماذا تمنحه هذه الفرصة ؟
لماذا تفتح صندوق أحزانك أمام من لا يستحق ؟ كن قويًا ، حتى لو كان كلّ ما فيك يصرخ … لأن القوة وحدها هي ما سيبقيك واقفًا في عين العاصفة.

لماذا نخفي الألم ؟
الإنسان بطبيعته كائن ضعيف في أعماقه ، لكنه يتعلّم مع الوقت أن يُخفي ذلك الضعف.
ليس لأن الكتمان فضيلة ، بل لأن الواقع قاسٍ .

فالناس من حولك إما سيشفقون عليك ، وهذا الشعور قد يجرح كبرياءك ، أو سيشمتون بك ، وهذا أقسى على القلب ، فالتاريخ يعلّمنا أن الضعفاء لا يُذكرون إلا كضحايا ، أما الأقوياء فيُحفرون في الذاكرة ، حتى لو كانوا ينزفون من الداخل.

فقد تظن أن البعض سيفهمك ، سيدعمك ، سيقدّر ألمك ، لكن الحقيقة المرة هي أن الشفقة أشبه بسكين ناعم ، لا تشعر بحدّته إلا بعد فوات الأوان. عندما يعاملك الآخرون كضحية ، ستبدأ أنت نفسك تنظر إلى ذاتك بنظرة الضعف .
هل تريد ذلك ؟ هل تريد أن تُختزل حياتك في دموعك وأحزانك ؟ الألم مؤقت ، لكن وصمة “الضعيف” قد تلتصق بك إلى الأبد.

أما الشماتة ، فهي النار التي تُحرق كلّ ما تبقى منك. حين يرى الناس سقوطك ، سيكون ردّ فعل بعضهم كالسُكّير الذي يرقص على أنقاض منزل احترق. لكن هل ستسمح لهم بذلك ؟
القويّ لا يمنحهم هذه الفرصة ، إنه ينهض في صمت ، يلملم جراحه بعيدًا عن الأعين، ويعود أكثر صلابة. تذكّر : السقوط ليس عارًا ، لكن البقاء على الأرض هو العار الحقيقي.

كيف تكون قويًا رغم الألم ؟
١- لا تنكر ألمك ، لكن لا تجعله هويتك :-
الاعتراف بأنك تتألم هو خطوة نحو القوة ، لكن لا تجعل هذا الألم يحدّد من أنت . أنت أكثر من دموعك ، أكثر من لحظات ضعفك.

٢- ابحث عن القوة في داخلك ، لا في تعاطف الآخرين :-
التعاطف الخارجي لا يبني ، بل يهدم. ابحث عن قوّتك في إرادتك ، في أحلامك ، في تلك الشرارة التي لا تنطفئ بداخلك.

٣- تعلّم من التجارب :-
كلّما مررت بموقف مؤلم ، اسأل نفسك : ماذا علّمني هذا الألم ؟ كيف يمكن أن أخرج منه أكثر حكمة ؟

٤- لا تهمس لأحد بجراحك إلا لمن يستحق :-
ليس كلّ الناس أهلاً لأسرارك . احتفظ بألمك لمن تثق بهم حقًا ، وليس لكلّ من يمدّ يده وكأنه يريد المساعدة.

وفي النهاية ، اعلم أن الدنيا لا ترحم الضعفاء .
فقد تنكسر ألف مرّة ، لكن العالم لن يتذكّر إلا مرّة نهوضك الأخيرة . فلا تمنحهم دموعك ليشربوها ، ولا قلبك ليمزقوه ، اجعل ألمك وقودًا لقوّتك ، واجعل صمتك درعًا يحميك من نظرات الشفقة أو ابتسامات الشماتة .
كن قويًا … لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتبقى.

لا يهم كم مرة سقطت ، المهم كم مرة قمت … فهذه هي الحياة : معركة لا يعرف فيها الناس سوى اسم الفائز

سنلتقى إن كان فى العمر بقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى