
مهندس اتصالات وبرمجة: جسور رقمية لغد أفضل
في عالمنا اليوم، الذي تتسارع فيه نبضات التكنولوجيا، يبرز دور مهندس الاتصالات والبرمجة كعنصر أساسي وحيوي في بناء مجتمعاتنا. هو ليس مجرد متخصص في الأجهزة والبرامج، بل هو صانع الجسور التي تربط الناس ببعضهم، ودرعٌ يحمي مكتسباتنا الرقمية. عمله يجمع بين شغف بناء الشبكات، ومهارة حمايتها، وبين الإبداع في تطوير الحلول التي تخدم المجتمع والدولة.
تسهيل الوصول: ربط غزة بالعالم
من أبرز وأهم جوانب عملي كمهندس اتصالات هو المساهمة في جعل الإنترنت متاحًا للجميع، حتى في أصعب الظروف. قصة توصيل الإنترنت إلى غزة هي مثال حي على ذلك. رغم كل التحديات، كان دوري هو تصميم وتطبيق حلول تكنولوجية مبتكرة، هدفها تجاوز العقبات اللوجستية والبنية التحتية المتضررة.
عملت على إيجاد طرق بديلة لتوصيل الإنترنت، مثل استخدام الشبكات اللاسلكية ذات المدى الطويل، وتطوير أنظمة اتصالات تعتمد على الطاقة المتجددة لضمان استمرار الخدمة حتى في حالات انقطاع الكهرباء. لم يكن الأمر سهلاً، ولكنه كان ضروريًا. ففي كل بيت في غزة، كان هناك من ينتظر الإنترنت ليتواصل مع عائلته، ويتعلم، ويعمل، وينشر صوته للعالم. شعوري بالمسؤولية تجاه هؤلاء الناس هو ما دفعني للاستمرار، ورؤية الاتصال يعود إليهم كانت أكبر مكافأة.
الحصن المنيع: حماية الدولة من التهديدات السيبرانية
إلى جانب ربط الناس، يقع على عاتقي أيضًا مسؤولية حماية هذا العالم الرقمي. الدولة، بقطاعاتها الحيوية وخدماتها المختلفة، هي الهدف الأول للعديد من الهجمات الإلكترونية، سواء كانت داخلية أو خارجية. هنا، أتحول من مهندس بناء إلى حارس قلعة.
ضد الاختراقات الخارجية: أعمل على بناء أنظمة دفاعية قوية، باستخدام أحدث تقنيات الأمن السيبراني. هذا يشمل تصميم جدران حماية متطورة، وأنظمة كشف التسلل، وتشفير البيانات الحكومية الحساسة. الهدف هو إنشاء درع سيبراني يصد أي محاولة لاختراق الأنظمة، سواء كانت من جهات أجنبية تسعى لسرقة المعلومات أو جهات معادية تسعى لتعطيل الخدمات. أستخدم لغات برمجة مثل Python و C++ لبناء أدوات أمنية مخصصة، وأقوم بتحليل الهجمات المحتملة لفهمها وإيجاد طرق لمواجهتها قبل حدوثها.
ضد الاختراقات الداخلية: الأمان لا يقتصر على التهديدات الخارجية فقط. فمن المهم أيضًا حماية الشبكات من أي محاولات اختراق قد تأتي من الداخل، سواء كانت عن طريق الخطأ أو عن قصد. هنا، يتمثل دوري في وضع سياسات أمنية صارمة، وتدريب الموظفين على أفضل الممارسات الأمنية، ومراقبة الشبكات بشكل مستمر للكشف عن أي نشاط غير عادي. أؤمن بأن الوعي الأمني هو خط الدفاع الأول، ولذلك أعمل على بناء ثقافة أمنية قوية داخل المؤسسات الحكومية.
مسؤولية مهنية ووطنية
مهندس الاتصالات والبرمجة في هذا السياق هو أكثر من مجرد فني. هو مسؤول، مبدع، وحارس أمين. عمله لا ينتهي بانتهاء المشروع، بل يستمر مع كل تحدٍ جديد يواجهه العالم الرقمي. إنه يجسد الالتزام المهني والمسؤولية الوطنية، ويعمل بصمت لبناء وتأمين المستقبل الرقمي لبلده وشعبه.