
بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻
في خضم المشهد الحزبي الذي تتداخل فيه الألوان وتتشابه فيه الشعارات ، تبرز تجربة حزب الجبهة الوطنية كاستثناء حقيقي يلفت الأنظار ويثير الفضول ، إنه ليس مجرد تنظيم سياسي يُضاف إلى القائمة ، بل هو مشروع وطني قائم على ركيزتين أساسيتين لا تقبلان المساومة : النزاهة والكرامة .
إنه الحزب الذي يرفع شعارًا يختزل فلسفته كاملة : “مصر أولًا .. والكفاءة أساس الاختيار” ، مما يجعله نبراسًا للأمل في زمن طغت فيه المصلحة الشخصية على المصلحة العامة .
🎯فكرة “الاستثناء” ليست مُبالغة هنا ، بل هي توصيف دقيق لمسار مختلف . فبينما تفتح الأحزاب التقليدية أبوابها على مصراعيها لأعداد كبيرة ، تأبى الجبهة الوطنية إلا أن تكون حصينةً بكفاءاتها . إنها تشبه إلى حد كبير “الفرق الخاصة” في الجيوش ، التي لا يُختار أفرادها إلا بعد اختبارات صارمة لقدراتهم البدنية والنفسية والفكرية .
فهنا ، الباب لا يُفتح بالوساطة أو بالانتماء العائلي ، ولا يُعبر إلا بجواز سفر واحد هو “القدرة الحقيقية على خدمة الوطن بإخلاص”.
هذا الانتقاء ليس عنصرية سياسية ، بل هو مسؤولية وطنية ؛ فبناء الدولة الحديثة ليس لعبة أعداد ، بل هو معمار دقيق يحتاج إلى أمهر المهندسين وأكثرهم إتقانًا .
🎯فشعار ” مصر أولًا ” ليس مجرد كلمات ترفع في المؤتمرات ، بل هو بوصلة توجّه كل قرار وكل موقف . إنه يعني أن مصلحة مصر العليا هي الإطار الذي يحكم كل شيء ، وهو الحَكَم في كل خلاف ، والهدف الأسمى الذي لا يعلوه هدف. في ظل هذا الشعار ، تذوب الخلافات الثانوية ، وتتحد الجهود نحو غاية واحدة ، هي رفعة هذا الوطن وعزته . إنه تذكير دائم بأن المنصب ليس امتيازًا شخصيًا ، بل هو أمانة ومسؤولية أمام شعب عظيم وتاريخ أعرق .
أما الركن الثاني ، وهو ” الكفاءة أساس الاختيار “، فهو الآلية العملية لتحقيق الشعار. فالكفاءة هنا لا تعني فقط الشهادات الأكاديمية أو الخبرات الوظيفية ، بل تشمل أيضًا النزاهة الأخلاقية والكرامة الإنسانية وحب الوطن غير المشروط. إنها الكفاءة المتكاملة التي تنتج مسؤولًا لا يخشى إلا الله ، ولا يخشى في الحق لومة لائم .
هذا المعيار يحول دون تسرب الانتهازيين وأصحاب المصالح الضيقة ، ويضمن أن يكون مقر الحزب ومواقعه القيادية واحةً للعطاء النقي الخالي من شوائب المديونيات السياسية أو الالتزامات الشخصية.
هذا النهج يبعث برسالة طمأنينة إلى كل مصري شريف يؤمن بأن بلده تستحق الأفضل . رسالة مفادها أن هناك مكانًا يُقدّر القيمة الحقيقية ، ويُكافح الفساد من جذوره ليس فقط بالكشف عنه بل وبـمنع وجوده أصلاً من خلال آليات اختيار صارمة . إن وجود مثل هذا الحزب يعيد الثقة في إمكانية أن تكون الحياة السياسية ساحة للتنافس الشريف على خدمة الوطن ، وليس معركة للتنافس على المغانم.
وفي قلب هذا المشروع الوطني الواعد ، يقف رجال هم بمثابة حجر الزاوية . برجال تُكتب ملاحم البطولة ، وبقيادات تُشيّد صروح المجد.
إلى معالي الوزير عاصم الجزار . رئيس الحزب ، الذي يحمل على عاتقه هذه الأمانة الثقيلة ، فأنت من نقلت بروحك المعمارية مفهوم البناء من عالم الحجر والإسمنت إلى عالم القيم والمؤسسات. قيادتك للحزب هي استمرار لمسيرة العطاء ، حيث تُقيم صرحًا وطنيًا أسسه راسخة في صدق النية ووضوح الرؤية.
وإلى كل مساعديك ومن يقف معكم في هذه الجبهة المباركة ، الذين آمنوا بأن معركة البناء أهم من معركة الانتخابات ، وأن انتصار الوطن هو الغاية التي تتضاءل دونها كل الأغراض.
كلمتى لكم هي : استمروا على هذا الدرب ، فقد اخترتم الطريق الأصعب لكنه الأكثر نبلاً .
زاحموا بالكفاءة كل صوت مزيف ، وبالنزاهة كل مصلحة ضيقة ، وبحب مصر كل هوىً شخصي. إن الأمة التي تمتلك رجالاً مثلكم ، تعرف أن المستقبل سيكون دائمًا أكثر إشراقًا ، وأن شمس الكرامة لن تغيب عن أرضها. وفقكم الله وسدد خطاكم .. وكلنا ثقة بأن أمانتكم في أعناق أمناء .
حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه