من بين قصص الكفاح التي تُكتب بحروفٍ من نور، تبرز سيرة المعلم كرم توفيق، الرجل الذي بدأ حياته المهنية بائعًا متجولًا، يحمل في قلبه الإصرار وفي عينيه الأمل.
رغم أنه لم يُكمل تعليمه بعد الصف السادس الابتدائي، فإن حرمانه من الدراسة لم يمنعه من التعلم من مدرسة الحياة، فكانت تجاربه هي المعلم الأكبر، والعمل الشريف هو طريقه نحو الكرامة والنجاح.
واصل رحلته في عالم التجارة حتى أصبح من أهل الثقة والمكانة في مجتمعه، بجهده وصدقه وإصراره، ليبرهن أن النجاح لا يُقاس بما نحمله من شهادات، بل بما نملكه من عزيمة وإرادة.
تزوج المعلم كرم توفيق وأنشأ أسرة طيبة رباها على القيم والأخلاق، ورُزق بخمسة أبناء — ثلاثة أولاد وبنتين — ساروا جميعًا على دربه في العمل والاجتهاد.
ابنه الأكبر الصحفي توفيق كرم حمل رسالة الكلمة والحق، أما المهندس فام كرم فاختار طريق البناء والعلم، ليواصل أبناء المعلم كرم مسيرة أبيهم المشرفة في مختلف المجالات.
المعلم كرم توفيق ليس مجرد أبٍ أو تاجرٍ مكافح، بل هو قدوة تُعلّم أبناءه ومن حوله أن الكرامة في العمل، وأن النجاح الحقيقي يولد من الإصرار والإيمان بالنفس.
كلمة من ابنه الأكبر: الصحفي توفيق كرم
أبي الحبيب،
حين أكتب عنك، أشعر أن الكلمات تضيق أمام ما في قلبي من تقدير. أنت لم تكن مجرد والد، بل كنت لنا جميعًا مدرسة في الصبر والشرف والعطاء. علّمتنا أن القيمة في الإنسان لا بما يملك، بل بما يعطي، وأن التعب لا يُضيع صاحبه ما دام قلبه نقيًّا ونيّته طيبة.
كل نجاح أحققه اليوم هو امتداد لتعبك، وكل خطوة أخطوها في طريقي تحمل بصمتك.
دمت لنا سندًا وفخرًا، ودمت رمزًا لرجلٍ صنع نفسه بنفسه، ليبقى اسمه شاهدًا على معنى الكفاح والكرامة.
