
محمد عاشوري “خربوش”: وراء كل نجاح “بنت أصول”.. رحلة كفاح من قلب المنيا إلى قمة التريند
في حياة كل رجل قصص تروى، ولكن في حياة محمد عاشوري علي، الشهير بلقب “خربوش”، هناك قصة تسبق كل الحكايات؛ هي قصة “السند” الذي لم يمل، والقلب الذي لم يتغير. فقبل أن يبتسم له الحظ، وقبل أن تعرفه الملايين، كانت هناك “بنت الأصول” التي بدأت معه الرحلة منذ زواجهما في 14 يونيو 2014.
”الزوجة”.. شريكة العمر والدافع الأول
منذ ذلك التاريخ في عام 2014، لم تكن مجرد زوجة، بل كانت “الرقم واحد” في كل خطوة. هي التي شهدت معه أيام التعب في مهنة البناء، وهي التي كانت تدفعه للأمام دائماً. يقول محمد بلسان يملؤه الامتنان: “هي التي لم تتركني يوماً، كانت الدافع لي وما زالت حتى الآن. وقفت بجانبي بمعنى الكلمة، ولم تتركني لحظة واحدة في أصعب ظروف حياتي”. بوجودها، لم تكن الصعاب تبدو مستحيلة، وبدعواتها كان يُفتح له كل باب مغلق.
محنة الـ 400 ألف جنيه.. اختبار المعدن الأصيل
وُلد محمد في 5 مايو 1992 بقرية “نزلة تونة الجبل” بمركز ملوي في محافظة المنيا. عاش حياته مكافحاً يعمل “بناءً” متنقلاً بين مصر وليبيا. ولكن الاختبار الحقيقي جاء في فترة “كورونا”، عندما خسر محمد مشروعه الخاص ومعه ما يقارب الـ 400 ألف جنيه. خيم الحزن الشديد على البيت، ولكن هنا ظهر معدن زوجته مرة أخرى، التي كانت حائط الصد والداعم النفسي الأول، مما جعله يرفض الاستسلام ويقرر السفر إلى ليبيا من جديد ليعوض ما فاته.
من “عفرة البناء” إلى اكتساح السوشيال ميديا
في رحلته الأخيرة إلى ليبيا، بدأت نقطة التحول الكبرى. لم يكن محمد يعرف الكثير عن عالم “فيسبوك”، ولكن صديقاً مقرباً له لاحظ خفة ظله وعفويته الصعيدية، فشجعه قائلاً: “أسلوبك كوميدي جداً والناس لازم تشوفك”. قام الصديق بإنشاء صفحة له، ومن هنا ولدت شخصية “خربوش”.
في عام 2023، بدأت فيديوهات محمد التي يصورها بملابس عمله وبساطته في الانتشار كالنار في الهشيم. وبفضل صدقه وقبوله الرباني، حقق “خربوش” إنجازاً مذهلاً، حيث وصل عدد متابعيه على فيسبوك إلى أكثر من 400 ألف متابع في وقت قصير جداً، ليصبح واحداً من أبرز الوجوه الكوميدية الصاعدة التي يتابعها الملايين.
الخاتمة: رسالة وفاء
اليوم، محمد عاشوري هو أب فخور، ونجم محبوب، ولكنه لا ينسى أبداً جذوره ولا من وقف بجانبه. إن نجاح “خربوش” ليس مجرد أرقام ومتابعين، بل هو انتصار للإرادة، ودرس في الوفاء لزوجة كانت هي “البطلة الحقيقية” في خلفية كل مشهد نجاح، منذ يوم زفافهما في 2014 وحتى هذه اللحظة التي
يبتسم فيها له العالم.




