العقلية الحزبية المثالية وبناء الوطن : رؤية سياسية وإعلامية متكاملة

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب

في لقاء استثنائي يجمع بين الخبرة السياسية العميقة والرؤية الإعلامية الثاقبة ، ناقش النائب نافع التراس والكاتب الصحفي أيمن شاكر دور العقلية الحزبية المثالية في بناء الوطن ، وكيفية تفعيل دور الأحزاب في إرشاد المسؤولين وتحفيز الشباب .

من جانبه ، يرى النائب نافع التراس أن العقلية الحزبية المثالية تقوم على ثلاث ركائز أساسية :-

الرؤية الاستراتيجية الواضحة ، المسؤولية المجتمعية الفاعلة ، والمرونة في التكيف مع متطلبات التنمية . ويستشهد بتجربة حزب الوسط الإسلامي في الأردن، الذي نجح في الجمع بين الثوابت الإسلامية والانفتاح على مختلف القوى الوطنية ، مما أسهم في تعزيز العمل السياسي البنّاء.

كما تساءل الكاتب الصحفي أيمن شاكر عن إمكانية نقل النماذج الناجحة ، مثل تجربة الأحزاب المغربية التي لعبت دور الوسيط بين الدولة والمجتمع ، إلى واقع عربي أوسع ، مشيراً إلى أهمية دراسة هذه التجارب بعمق لاستخلاص الدروس المستفادة.

ـ من النظرية إلى التطبيق : آليات تفعيل الرؤية الحزبية

يطرح النائب التراس ثلاثة محاور رئيسية لتحويل الرؤية الحزبية إلى واقع ملموس:-

1. إقامة صالونات حوار دائمة تضم كافة الأطراف السياسية والاجتماعية.
2. تنفيذ برامج تثقيفية تهدف إلى خلق جيل واعٍ سياسياً.
3. المشاركة الفاعلة في المحافل الانتخابية لضمان تمثيل حقيقي لإرادة الشعب.

اما فيما يتعلق بدور الأحزاب في إرشاد المسؤولين ، يوضح النائب التراس أن هذا الدور يجب أن يقوم على :-
– رقابة ذكية تركز على التصحيح بدلاً من العرقلة.
– إعداد دراسات سياسات متعمقة لتقديم حلول عملية.
– تعزيز التواصل بين المواطن والمسؤول لضمان استجابة فعالة لمطالب الشعب.

كما يشدد النائب التراس على ضرورة جذب الشباب إلى العمل الحزبي من خلال :-
– إنشاء مدارس سياسية تُعنى بتأهيل الشباب فكرياً وعملياً.
– توفير فرص مشاركة فعلية في صنع القرار.
– فتح مساحات إبداعية تتيح للشباب التعبير عن أفكارهم بحرية.

في ختام اللقاء ، يؤكد النائب التراس أن العقلية الحزبية المثالية ليست رفاهية ، بل ضرورة وطنية لبناء عقد اجتماعي جديد يجمع بين حكمة القيادة وطاقة الشباب .
ويختم أيمن شاكر بالتشديد على مسؤولية الإعلام في أن يكون جسراً يربط بين الرؤية السياسية والجمهور، معتبراً أن التعاون الواعي بين السياسي والإعلامي يمكن أن يُحدث تحولاً إيجابياً في المشهد السياسي العربي.

حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم