لماذا يلتزم الزوج الصمت عندما تنتقد زوجته أهله؟ ولماذا تختلف ردود أفعال الزوجات ؟

بقلم : أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب
قد يلجأ العديد من الرجال إلى الصمت عند تعرُّض أهلهُم للنقد أو الإساءة من قِبَل زوجاتهم ، أو حتى عند التقليل من شأنهم شخصيًا ، يُعزى هذا الصمت غالبًا إلى رغبتهم في تجنُّب الصراعات ، أو خشية تفاقم الموقف ، أو اقتناعهم بأن الرد قد لا يُغيِّر الواقع .
لكن هذا الصمت قد يُخفي تحت سطحه بركانًا عاطفيًّا قادرًا على الانفجار في أي لحظة ، مُخلِّفًا عواقبَ قد تهزُّ استقرار العلاقة الزوجية.
من جهةٍ أخرى ، تُظهر الزوجة ردود فعلٍ مختلفة تمامًا عندما يتعلق الأمر بنقد زوجها لعائلتها ؛ إذ قد تتحوّل أي ملاحظة سلبية ، حتى لو كانت موضوعية ، إلى شرارة تُشعل خلافاتٍ لا تنتهي .
يعود هذا إلى ارتباطها العاطفي العميق بأسرتها ، أو البعد عن العيش معهم ، حيث ترى في النقد الموجه لهم هجومًا على هويتها وولائها ، خاصةً أنها تربَّت في كنفهم وتراهم امتدادًا لوجودها .
في المقابل ، قد تعامل أهل الزوج كـ”غرباء” في حياتها ، حتى لو عاشت سنوات تحت سقف واحد مع زوجها ، مما يُضعف شعورها بالانتماء إليهم.
التناقض الاجتماعي والعاطفي …
تُظهر بعض الزوجات استغرابًا من توقُّع الزوج احترام أهلها ، بينما لا تُبادلهنّ نفس الشعور تجاه أهله ، والغريب أن المجتمع يُحمِّل الرجل مسؤولية “التحمُّل” كصفة ذكورية ، فيُطلب منه الصبر على الإساءة لأهله وذاته ، بينما يُنتظر منه في الوقت ذاته الدفاع عن أهل زوجته ! هذا التناقض يُولّد ضغطًا نفسيًّا على الزوج ، يشعُر معه بالغُبن عندما لا تُقدِّر زوجته تضحياته اليومية خارج المنزل ، أو عندما تُقلّل من قيمته أمام الآخرين.
الصدام والوعي المفقود …
المشكلة تكمن في غياب الوعي بتبادل المشاعر. فكما أن الزوجة ترى انتقاد عائلتها جُرحًا شخصيًّا ، يجب أن تدرك أن زوجها يشعر بالألم ذاته عند انتقاد أهله أو ذاته . فالاحترام المتبادل ليس خيارًا ، بل هو حجر الأساس لعلاقةٍ صحية. فالصمت الطويل قد يتحوّل إلى انفجارٍ مدوٍّ ، والاستهانة بمشاعر الطرف الآخر قد تدفع العلاقة إلى حافة الانهيار ، حيث يفقد كلا الشريكين القدرة على التفاهم ،
وهنا وجب علينا سرد الحل وهو ” جسرُ التفاهم ”
يبدأ الحل بالاعتراف بأن كلا الطرفين يحملان مشاعرَ متشابهة تجاه عائلاتهما ، وأن اختلاف ردود الأفعال لا يعكس اختلافًا في المشاعر ، بل في التعبير عنها . تعزيز الحوار الهادئ ، والتفهُّم العميق لاحتياجات الطرفين ، واحترام الحدود العاطفية للشريك ، هي مفاتيح لبناء جسرٍ من الثقة . فكما لا تُقبل الإساءة لعائلة الزوجة ، يجب أن ينطبق الأمر ذاته على عائلة الزوج وشخصه.
ختامًا ، العلاقة الزوجية الناجحة تحتاج إلى توازنٍ بين العقل والعاطفة ، وإلى عدالةٍ في التعامل تُذكِّر كلا الشريكين بأن الاحترام ليس منّةً من أحد ، بل حقٌّ مُتبادل.
فاللهم أصلح بيوت المؤمنين ، وارزق الأزواج التفاهمَ والحكمة ، واهدِ قلوبهم إلى سبل السلام
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه