الكاتب الصحفي أيمن شاكر : يهنئ الشعب المصري والقيادة السياسية بذكرى تحرير سيناء
نواب وأحزاب

بقلم : أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻
في يومٍ تكتسي فيه ذاكرة الوطن بالنصر ، وتتوهج سيناء بضوء الحرية ، نستحضر ذكرى عزيزة على قلب كل مصري ؛ ذكرى تحرير الأرض التي شهدت أقدس المعارك ، واحتضنت دماء الشهداء الذين روَّوها ببطولاتهم . إنها ذكرى تحرير سيناء ، اليوم الذي تجسَّدت فيه إرادة مصر العظيمة ، وانتصرت قيم الحق والسيادة على كل محاولات التشويه والاحتلال .
لم تكن سيناء مجرد أرضٍ تتنازعها الجغرافيا ، بل كانت ولا تزال رمزاً للهوية المصرية ، وشاهداً على تاريخٍ من التضحيات ، فمنذ أن وطئت أقدام الاحتلال ترابها ، تحوَّلت إلى ساحة للصراع بين إصرار المصريين على استرداد كرامتهم ، ومحاولات طمس الحق . كانت حرب أكتوبر 1973 بمثابة الصاعقة التي هزَّت أركان العالم ، وأثبتت أن الجيش المصري قادر على تحطيم أسطورة ” الجيش الذي لا يُقهَر ” ، ليبدأ بعدها مسار دبلوماسي طويل ، تُوِّج باستعادة الأرض جزءاً تلو الآخر ، حتى ذلك اليوم المجيد في 25 أبريل 1982، حين رُفعت العلم المصري على آخر شبرٍ من سيناء ، معلناً اكتمال التحرير .
هذه الذكرى ليست مجرد حدث تاريخي ، بل هي رسالة للأجيال بأن الحرية لا تُوهب ، بل تُنتزع بإيمان الشعب وإصرار قيادته . فما كان لسيناء أن تعود لاحتضان الوطن لولا وحدة الدم بين الجندي الذي قاتل ببسالة ، والمواطن الذي صبر وتحمل ، والقيادة التي حوَّلت الحلم إلى خطة عملٍ لا تعرف التراجع.
التحديات والانتصارات : من ساحة الحرب إلى ساحات البناء
اليوم ، وبعد أكثر من أربعة عقود على التحرير ، تتحول سيناء إلى نموذج للصمود والتجديد. فالقصة لم تنتهِ باستعادة الأرض ، بل بدأت مرحلة جديدة لاستعادة المستقبل ، لقد حوَّلت الدولة المصرية ، بقيادة سياسية حكيمة ، التحديات إلى فرص ، فأنشأت المدن الجديدة ، وشقت الطرق ، وزرعت الأمل في تربة كانت يوماً مسرحاً للدمار . مشاريع التنمية العملاقة ، من الاستثمارات الزراعية إلى المناطق الصناعية ، ومن تطوير البنية التحتية إلى تعزيز الأمن ، كلها تؤكد أن سيناء لم تعد حدوداً ساخنة ، بل بوابة لمصر نحو آفاق التنمية .
ولعل أبرز ما في هذه الذكرى هو ذلك التلاحم الواضح بين الشعب والقيادة ، حيث يسير الجميع على نفس الخطى : خطى البناء ، خطى التحدي ، خطى الإصرار على ألا تُسرق طموحات المصريين مرة أخرى . ط
فسيناء اليوم ليست فقط أرضاً محررة ، بل هي وعدٌ بمستقبلٍ يُكتب بحروف من نور.
ففي هذه الذكرى الخالدة ، أتوجه بتحية إجلال لكل شهيدٍ قدَّم روحه فداءً لتراب سيناء ، ولكل جنديٍ ما زال يقف مرابطاً على حدود الوطن ، ولكل مواطنٍ رأى في التحرير بداية لمعركة البناء. وتهنئةً إلى الشعب المصري العظيم ، الذي علم العالم أن النصر ليس مجرد لحظة ، بل إرادة لا تنكسر .
وتهنئةً إلى القيادة السياسية التي تواصل السير على درب البناة العظماء ، حاملةً على عاتقها مسئولية الحفاظ على مكتسبات الدم .
إن ذكرى تحرير سيناء تذكرنا بأن مصر العزيزة لن تكون يوماً أرضاً للمستحيل ، فشعبها جبالٌ تتهاوى أمام إصرارها ، وقيادتها سفينةٌ تعبر بحور التحديات بعزمٍ لا يعرف الخور . فلتظل سيناء شاهداً على أن المصريين حين يقولون “سنُحررها” ، فإنهم لا يعنون فقط الأرض ، بل يعنون الكرامة ، التاريخ ، والمصير .
وختاماً …
إلى سيناء .. إلى تلك الأرض التي اختلط ترابها بدماء الأبطال ، نقول : ستظلين عنواناً للعزة ، وستبقين في قلوبنا جمرةً لا تنطفئ . وإلى مصرنا الحبيبة ، كل عام وأنتِ أقوى ، كل عام وشعبك الأبيض يُدرك أن التحرير الحقيقي هو أن تبقين حرةً إلى الأبد ، دمتي يا مصر رايةً للعرب ، ونبراساً للعالم .. فتحيةً لسيناء ، وتحيةً لشهدائها ، وتحيةً لمصر التي تُعلمنا كل يوم أن النصر إرادة ، وأن الحرية إنسان .
حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم