النائب نافع التراس : المصريون عند رفح ، سدّ بشري ضد التهجير وصوتٌ يعلو بالعدالة

بقلم الكاتب الصحفى : أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻
في مشهدٍ يُجسّد إرادة شعبٍ رفض أن يكون صمتُه جريمة ، احتشد آلاف المصريين عند معبر رفح كـ”خطّ دفاعٍ حيّ” ضدّ مخططات التهجير القسري للفلسطينيين ، مُرسلين رسالةً إلى العالم بأن الدم العربي يُغذي أرضاً واحدة . لم يكن هذا الحشد مجرد وقفةٍ عابرة ، بل شهادةً حية على أن مصر ، شعباً وقيادةً ، ترفض أن تُحوَّل قضية فلسطين إلى مجرد ذاكرةٍ منسية ، أو أن يُدفن الحق تحت ركام المصلحة السياسية.
في قلب هذا الزخم الشعبي، برز صوت النائب نافع التراس بقوةٍ كأحد أبرز المفسّرين لعمق هذه اللحظة التاريخية ، حيث أكد أن “هذا الحشد ليس تعاطفاً عابراً ، بل هو إعلانٌ بأن الأمن القومي المصري جزءٌ لا يتجزأ من الأمن العربي ، وأن تهجير الفلسطينيين ليس طمساً لهويتهم فحسب ، بل تفجيراً لكلّ محاولات السلام”. وأضاف التراس في تصريحٍ مُوسّع : “عندما تقف مصر اليوم كـحصنٍ منيع ضد التهجير ، فهي تُعيد إنتاج دورها التاريخي كحاميةٍ للقضايا العادلة. نحن شعبٌ عانى من الاحتلال ويدرك أن حرية الأرض تُنتزع ولا تُوهب .
معبر رفح لم يعد مجرد بوّابةٍ جغرافية ، بل تحوّل إلى رمزٍ يُذكّر العالم بأن الظلم الذي يعيشه الفلسطينيين هو امتدادٌ لظلمٍ تاريخي لن يقبله ضمير الإنسانية”.
لم تكن الأحزاب المصرية المتباينة إلّا صدى لهذا الوجدان الجمعي ، حيث اجتمعت تحت شعار “فلسطين ليست وحدها” ، في إشارةٍ إلى أن التنوع السياسي لا يلغِي الوحدة الوطنية عندما يتعلّق الأمر بالثوابت . وقد عبّر هذا التجانس النادر بين القيادة والشعب عن حقيقةٍ مفادها أن الدعم المصري لفلسطين ليس تكتيكاً مرحلياً ، بل هو عقدٌ أخلاقي تُعيد مصر كتابته كلّ يوم بدماء أبنائها ومواقفها الثابتة.
في خضمّ هذا المشهد ، تبرز حقيقةٌ تاريخيةٌ لا يُجادل فيها إلا جاهل : أن مصر التي حرّرت أرضها من الاحتلال بدماء شهدائها ، لن تقبل أن تكون شريكاً في احتلالِ أرضٍ أخرى . فكما قال أحد الشباب المشاركين في الوقفة :
” نحمل اليوم ما لم تستطعْ مدافعُ أسلافنا حمله عام ٤٨ … نحملُ ضمير العالم الذي خان فلسطين “.
وهكذا ، يظلّ المصريون عند رفح يُلقّنون الدنيا درساً في الإنسانية : أن الحقَّ قد ينام لكنه لا يموت ، وأن دماء الشعوب الحرة هي الوقود الذي يُضيء درب الحرية حتى في أحلك الليالي.
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه