مشاهير

النائب نافع التراس : مصر تكسر جدار الصمت : مطاردة الفيتو الأمريكي في أقدس قاعات العالم

نواب وأحزاب

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻

في لحظة ستُحفر بأحرف من نور في سجلات الدبلوماسية المصرية والعربية ، وقفت مصر أمس في مجلس الأمن الدولي ، ليس كمتفرج ، بل كصوت مدوٍّ للمظلومين ، كصاحب حق يطالب بإنصاف التاريخ .
فلم تكن مجرد كلمة عابرة ، بل كانت ” أجرأ كلمة في تاريخها كله ” ، كما وصفها النائب نافع التراس ، وهي صادقة في وصفها. لقد تجاوزت مصر خطوطاً حمراء رسمها النظام الدولي منذ عقود ، وطلبت رسمياً ما لم تجرؤ عليه دولة قط : إلغاء حق الفيتو الأمريكي ، خاصة بعد استخدامه المتكرر ” في غير محله ” ، كما وصفت مصر استخدامه الفاضح لحماية جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة ، ودعت إلى تصويت دولي على هذا الطلب التاريخي.

لقد مثلت الكلمة ، بحسب وصف النائب نافع التراس الذي علق عليها بفخر بالغ ، ” لحظة تحول مفصلية “. لم تكن مجرد خطاب عاطفي ، بل كانت خطاباً قانونياً وسياسياً مدعوماً بالحجج الدامغة ، كشف زيف المعايير المزدوجة وفضح استغلال الفيتو لتعطيل العدالة وإطالة أمد المعاناة ، خاصة للشعب الفلسطيني الشقيق .

رأى التراس في هذه الجرأة المصرية غير المسبوقة ” استعادة للكرامة المصرية والعربية ” على أعلى منبر دولي ، وإعلاناً صريحاً بأن زمن الخضوع لاستبداد القوى العظمى قد ولى .
كانت صفعة قوية لهيبة النظام الدولي المعطّل ، رسالة مفادها أن مصر لن تكون شاهد زور على الظلم ، ولن تقبل بعد اليوم أن يُستخدم الفيتو كدرع للاحتلال والإبادة.

هذه الجرأة لم تأت من فراغ ، إنها نتاج تراكم الغضب المصري والعربي والإسلامي ، بل والإنساني ، أمام مشهد الإفلات من العقاب الذي تمنحه الولايات المتحدة لإسرائيل مراراً وتكراراً تحت قبة مجلس الأمن . كل فيتو أمريكي لحماية العدوان كان يزيد من قناعة العالم بفساد الآلية.

مصر اليوم ، بقيادتها الحكيمة ، لم تكتفِ بالشجب والاستنكار ، بل قدمت الحل الجذري : إزالة الأداة الفاسدة نفسها .
طلب التصويت على إلغاء الفيتو الأمريكي هو تحدٍّ مباشر لمركزية القوة الأحادية ، ودعوة صريحة لإعادة هيكلة مجلس الأمن ليعكس إرادة المجتمع الدولي الحقيقية ، لا هيمنة القلة.

وصف النائب التراس أجواء الخطاب بأنها عظيمة ، لمس فيها كل من تابع الحدث “فخراً” يملأ القلب . وهذا الشعور ليس مقصوراً على النائب أو على المصريين فقط ؛ بل هو صدى لآمال الملايين في العالم العربي والإسلامي ، وفي كل بقعة تشتاق للعدل ، ممن رأوا في الموقف المصري تجسيداً حياً لشجاعة الضمير الإنساني. لقد قدمت مصر درساً في القيادة الأخلاقية ، وأثبتت أنها لا تتحدث باسمها فقط ، بل باسم كل من ظُلم وتجاهل صوته .
إنها رسالة واضحة : كفى استغلالاً للقانون الدولي ، وكفى استخداماً للفيتو كأداة لتمرير الجرائم.

لقد دقت مصر اليوم جرس إنذار في وجه نظام دولي مشلول ، طلب إلغاء الفيتو الأمريكي قد يواجه عقبات جمة في الأمد القريب ، لكن قيمته تكمن في كسر حاجز الخوف والتبعية .
لقد وضعت مصر القضية على الطاولة بقوة لا تخطئها العين ، وفتحت الباب أمام نقاش عالمي جاد حول إصلاح النظام الدولي . إنها بداية طريق طويل ، لكنها خطوة تاريخية شجاعة تثبت أن صوت الحق ، مهما حاولوا إسكاته ، سيجد في النهاية من يحمله عالياً.

فيا أيها القارئ الجميل ، من هنا أقول إلى كل من شكك في إرادة مصر ، أو استهان بثقلها الأخلاقي ، إليكم مصر اليوم : تقف شامخة ، تتحدث بلسان الضمير العالمي ، وتطالب بالعدل ليس كمنّة ، بل كحق . إليكم مصر التي ترفض أن تكون عبداً للصمت ، وتختار أن تكون نبياً للعدالة ، مهما كانت التكلفة . إليكم مصر … أم الدنيا ، وحامية الحق ، وصاحبة الصوت الذي يعلو فوق زيف القوة ،
تقول للتاريخ : ها نحن هنا ، نقف مع الحق ، ولن نركع إلا لله .

حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى