النائب نافع التراس يُهاجم ” أوهام ” ترامب لو كانت القناة كما يدَّعي البعض ملكًا لأمريكا . فلماذا لم يدفعوا ثمنَ دماء المصريين الذين سقطوا دفاعًا عنها ؟
نواب وأحزاب

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
نائب رئيس قسم الأدب ✍🏻
قناة السويس ليست بضاعةً تُباع في مزادٍ سياسي ، بل هي شريان كرامة مصر ، ومن يحاول لمسها يلمس جمرًا لا يُطفأ …
بهذه الكلمات المُحمَّلة بروح المقاومة ، ردَّ النائب نافع التراس ، نائب رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة ، على التصريحات المثيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، مُؤكدًا أن مصر لن تسمح لأحد بتشويه تاريخها أو انتقاص سيادتها . فالقناة ، التي شهدت حروبًا وتضحيات ، تَكتبُ اليوم فصلاً جديدًا من فصول الصمود بوعي قيادةٍ وشعب .
التراس يرفع الصوت : ” الأقوال الهجينه لا تليق بحقوق الشعوب ”
لم يكتفِ النائب التراس بوصف تصريحات ترامب بـ”الهجينة”، بل ذهب إلى تفكيكها بحججٍ قانونية وتاريخية قاطعة :
” كيف يُطلق رئيس دوله تزعم الديمقراطية تصريحاتٍ تُناقض ميثاق الأمم المتحدة الذي يُكرس سيادة الدول ؟
قناة السويس مصرية منذ أن ضحى أجدادنا بدمائهم لبنائها ، ومنذ أن انتزعها الرئيس جمال عبد الناصر من قبضة الاستعمار عام 1956. القانون الدولي واضح : الاتفاقيات الثنائية أو أحادية الجانب لا تُغير من الحقوق التاريخية شيئًا “.
وأضاف في حديثٍ حصرى مع الكاتب الصحفى أيمن شاكر : نحن لسنا ضد الحوار الدولي ، ولكننا ضد من يتنكر لدماء شهداء السويس . لو كانت القناة كما يدَّعي البعض ملكًا للعالم .
فلماذا لم يدفعوا ثمنَ دماء المصريين الذين سقطوا دفاعًا عنها ؟
من التاريخ إلى القانون … سيادةٌ مُحصَّنة
استند التراس إلى وقائع تاريخية لا تقبل الجدل :
– اتفاقية القسطنطينية 1888 : أكدت الحياد البحري للقناة مع الاعتراف بالسيادة المصرية.
– تأميم القناة 1956 : قرارٌ شعبي حوَّلها من شركة مساهمة أجنبية إلى مِلكية مصرية خالصة.
– الدستور المصري : المادة 23 تُلزم الدولة بحماية قناة السويس كجزءٍ من الأمن القومي.
” حتى عندما وقَّعت مصر اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ، حُفظت سيادتها الكاملة على القناة. فكيف يأتي من يتحدث عن ‘شرعية’ مزعومة اليوم ؟ ”
هكذا علَّق التراس على محاولات تشويه التاريخ.
القناة في استراتيجية مصر … بين التنمية والصراع
ربط النائب التراس بين التحديات الحالية والماضيه ، قائلاً :
” الأعداء يتنكرون بأقنعةٍ مختلفة : مرةً تحت شعار ” الشرعية الدولية “، ومرةً باسم ‘حقوق الإنسان’ ، لكن الهدف واحد : وهو ” اختراق السيادة ”
فاليوم ، القناة ليست مجرد ممرٍ تجاري ، بل هي ركيزة لمشروعات التنمية العملاقة مثل منطقة محور قناة السويس ، التي ستجعل من مصر مركزًا اقتصاديًّا عالميًّا .
هل يريدون لنا أن نكون عبيدًا لشحناتهم بينما ينهبون ثرواتنا ؟
حقوق الإنسان … عندما تكون السيادة هي الضامن الأول :
كشف التراس عن تناقض الخطاب الغربي :
حزبنا يؤمن أن حقوق الإنسان تبدأ بحق الوطن في تقرير مصيره ، كيف تُدافع دولٌ عن ‘الحقوق’ بينما تدعم احتلالًا صهيونيًّا لهدم فلسطين ، أو تُجيز انتهاك سيادة مصر ؟
فنحن نرفض التوظيف الانتقائي للمفاهيم . فشهداء سيناء الذين رووا أرض القناة بدمائهم ، هم أعظم من دافع عن حق الإنسان في الحياة والكرامة “.
القناة … صرخة في وجه الزمن
” لن تكون قناة السويس أبدًا ورقةً في أيدي لاعبي السياسة .. فدماء شهدائنا لم تجف بعد ، وأبناء مصر اليوم أشداء كما الأمس بل أقوى .
نعم للتعاون الدولي ، ولا للوصاية المزيفة . القناة باقية … ومصر باقية “.
” فكلمات ترامب ستُنسى كما تُنسى أمواج تُصطدم بالصخر ، أما قناة السويس فستبقى حكاية شعبٍ قال للعالم :
هنا … تُدفن الأوهام ”
حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم