اخبار اليوم

الناتو العربي : حلم الوحدة العسكرية يطفو من جديد .. قيادة مصرية ونائب سعودي

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب

في لحظة تاريخية حاسمة ، حيث تتكشف تحديات الأمن القومي العربي في أقسى صورها ، تعود إلى الواجهة فكرةٌ طال انتظارها :
إنشاء قوة عربية مشتركة . هذه المرة ، ليست مجرد تصريحٍ عابر أو أمنية في مؤتمر ، بل هي ملامح عملية ملموسة تُرسم بخطوط عريضة وواضحة :
” ناتو عربي بقيادة مصرية ونائب سعودي “.
هذا المشروع الضخم ليس مجرد تحالف عسكري ، بل هو إعلانٌ صريح بإرادة العرب في كتابة فصل جديد من فصول سيادتهم وأمنهم الجماعي.

🎯الرؤية والهيكل : إطار عملي لتحقيق الحلم

تبدأ ملامح هذا الحلم الطموح بهيكل قيادي واضح ، يعكس الوزن الاستراتيجي للدول العربية الرائدة . فالمقترح الحالي ، الذي يجري مناقشته على أعلى المستويات ، يشير إلى أن قيادة هذه القوة ستكون من نصيب جمهورية مصر العربية ، بما تمتلكه من أكبر قوة عسكرية نظامية في المنطقة ، وتاريخ عريق في الحروب والعمليات المشتركة .
• سيترأس القوة قائد مصري برتبة فريق ، وهو رمزٌ لإدراك العمق الاستراتيجي والعسكري المصري.

• ولتعزيز مفهوم الشراكة والتكامل ، سيشغل منصب نائب القائد ، ضابط سعودي رفيع المستوى ، في إشارة بالغة الأهمية إلى الدور المحوري للمملكة العربية السعودية كقوة اقتصادية وسياسية وعسكرية فاعلة.
هذا الثنائي ( مصر – السعودية ) يمثل العمود الفقري لأي مشروع عربي مشترك ، حيث يجمع بين القوة البشرية والتنظيمية المصرية والقدرة الاقتصادية والموقع الجيوستراتيجي السعودي.

• ولن تكون القيادة حكراً على هاتين الدولتين فحسب ، بل سيتضمن الهيكل المقترح تشكيل مجلس قيادة أعلى ، سيكون بمثابة ” الدماغ الاستراتيجي ” للقوة .
هذا المجلس سيمثل فيه كافة الدول العربية المشاركة ، لضمان التنسيق الكامل واتخاذ القرارات بشكل جماعي ، مما يضمن أن تكون القوة أداة للإجماع العربي وليس هيمنة دولة بعينها.

🎯القوة والتشكيل : جيش عربي موحد تحت راية واحدة

أما عن التشكيل الفعلي للقوة ، فالتصورات تتحدث عن قوة عسكرية ليست رمزية ، بل ذات قدرات هائلة وقادرة على التدخل السريع والفعال. ستضم تشكيلات من جميع الأسلحة :-
{ برية – وجوية – وبحرية } لن تعتمد على تجميع وحدات من جيوش الدول فحسب ، بل قد تمضي نحو إنشاء قواعد لوجستية مشتركة ، وتوحيد أنظمة التسليح والاتصالات قدر الإمكان ، وإجراء مناورات تدريبية مشتركة مستمرة لصقل القدرات وبناء لغة عسكرية موحدة.

• الهدف هو محاكاة نموذج حلف الناتو ، ليس فقط في القوة العسكرية ، ولكن في آليات العمل الجماعي ، والدفاع المشترك ، وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل فوري . ستكون هذه القوة الدرع الواقي للحدود العربية ، والأداة الفاعلة في مواجهة أي تهديد إرهابي أو تدخل أجنبي ، أو لأي عمليات حفظ سلام تحت مظلة الجامعة العربية والأمم المتحدة.

🎯التحديات والطريق إلى الأمام : بين الواقع والطموح

رغم وضوح الرؤية وجدية الملامح ، إلا أن الطريق نحو ” الناتو العربي ” لا يخلو من عقبات جسام ، فالتحديات ليست عسكرية فحسب ، بل هي في الأساس تحديات سياسية .
فهل ستتمكن الدول العربية من تجاوز خلافاتها السياسية والإيديولوجية لصالح مصلحة أمنية عليا ؟
وهل ستتنازل عن جزء من سيادتها لصالح قرار مركزي موحد ؟
هذه أسئلة مصيرية تحتاج إلى إرادة حقيقية.

كما أن مسألة التمويل والتسليح تحتاج إلى اتفاقيات طويلة الأمد لضمان استدامة المشروع. وكذلك مسألة القوانين والتشريعات التي تنظم عمل القوة داخل أراضي الدول الأعضاء.

🎯وختاماً : ليس مجرد حلم .. بل ضرورة وجود

ها هو الحلم يخرج من أدراج المؤتمرات إلى ضوء النقاش الجاد .
” ناتو عربي بقيادة مصرية ونائب سعودي” هو أكثر من مجرد عنوان ؛ إنه بيان إرادة . إنه ردٌ عملي على كل من شكك في قدرة الأمة على حماية نفسها بنفسها .
هو إعلان أن دماء الشهيد المصري على حدودنا الشرقية ، والجندي السعودي على حدودنا الجنوبية ، هي دماء واحدة تسقي أرضاً واحدة.

إن نجاح هذا المشروع لن يعني فقط وجود جيش عربي موحد ، بل سيعيد هيبة الأمة المفتقدة ، ويحقق الاستقلال الحقيقي في قرارها ، ويجعل كلمتها مسموعةً في المحافل الدولية . هو المشروع الذي ينتظره كل عربي يشعر بألم الفرقة ويشتاق إلى غدٍ أفضل.

🎯 فهيا بنا .. فلنكن يداً واحدة وقلباً واحداً ، فلنكتب بإرادتنا تاريخاً جديداً تُشرق فيه شمس الوحدة ، وتُرفع فيه راية العزة ، ويعود فيه المجد إلى أمتنا .. لأن أمننا ليس خياراً ، بل هو قدرنا الذي نصنعه بإرادتنا ، أو نندم على ضياعه إلى الأبد .

وأذكركم بقول الله تبارك وتعالى:- 👇🏻
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ صدق الله العظيم

حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم

سنلتقى إن كان فى العمر بقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى