بيان اللجنة النقابية.. صوت خريجي علوم الرياضة يرتفع دفاعًا عن تخصص لا غنى عنه في التأهيل الحركي
بيان اللجنة النقابية.. صوت خريجي علوم الرياضة يرتفع دفاعًا عن تخصص لا غنى عنه في التأهيل الحركي
في توقيت حرج يشهد جدلًا متصاعدًا حول حدود التخصصات الطبية والتأهيلية في مصر، خرجت اللجنة النقابية المهنية للعاملين بالإصابات والتأهيل ببيان رسمي، وضع النقاط فوق الحروف، ودافع بشراسة عن شريحة مهنية طالما عانت من التهميش وسوء الفهم: خريجي كليات علوم الرياضة – أقسام العلوم الصحية.
البيان لم يكن مجرد رد على تصريحات نقيب العلاج الطبيعي، بل كان صرخة مهنية حقيقية لإثبات الذات، والتأكيد على أن خريجي هذا التخصص يمثلون أحد أعمدة التأهيل الحركي في مصر.
خريجو علوم الرياضة.. علم وتأهيل وإسهام لا يمكن تجاهله
لسنوات طويلة، ظل خريجو علوم الرياضة – خصوصًا من أقسام العلوم الصحية – يقدمون خدمات تأهيلية على أعلى مستوى، خاصة في مراكز الإصابات والتأهيل الرياضي، وفي التعامل مع المصابين بعد الحوادث أو العمليات أو مشاكل العمود الفقري.
البيان سلط الضوء على أن هذه الفئة مؤهلة علميًا، وتحمل خلفية أكاديمية قائمة على الفسيولوجيا، الميكانيكا الحيوية، علوم الحركة، التقييم الوظيفي، والتأهيل ما بعد الإصابة – وهي كلها مجالات لا تقل أهمية عن أي تخصص طبي آخر في منظومة العلاج.
ووفقًا لما جاء في البيان: “اللجنة النقابية المهنية للعاملين بالإصابات والتأهيل هي كيان قانوني مستقل، يختص بخريجي علوم الرياضة فقط، ويمنحهم الحق القانوني في ممارسة مهنتهم بعد اجتياز اختبار مزاولة المهنة”.
التأهيل مش بس علاج.. دي منظومة بتتكامل فيها الأدوار
من أهم النقاط اللي أشار ليها البيان، واللي تستحق التوقف عندها: أن التأهيل الحركي مش وظيفة بديلة عن العلاج الطبيعي، ولا تدخل في اختصاصات الأطباء، بل هو مجال علمي قائم بذاته، يحتاجه المريض بشدة بعد العلاج الطبي أو الجراحي.
وده بيأكد إننا بنتكلم عن منظومة متكاملة بيقودها الطبيب البشري، وبيشارك فيها أخصائي العلاج الطبيعي، وأخصائي التأهيل الحركي من خريجي علوم الرياضة – كل واحد منهم ليه دور واضح، ومكمل للتاني، لخدمة المريض بشكل شامل.
تشكيك مرفوض.. والقانون هو الفيصل
البيان عبّر عن رفض واضح لأي تشكيك في مؤهلات أخصائيي الإصابات والتأهيل، أو في شرعية وجودهم. بل وأكد أن محاولات التشويه والتضليل سيتم الرد عليها قانونيًا، وأن استغلال المسميات أو التعدي على الاختصاصات سيواجه بإجراءات حاسمة.
علوم الرياضة جزء من رؤية الدولة 2030
الملف الأهم، اللي ممكن ميخدش حقه في التغطية الإعلامية، هو إسهام خريجي علوم الرياضة في المبادرات القومية، خصوصًا “قوامي صحتي”، اللي أطلقتها اللجنة بالتعاون مع الدولة، وبتستهدف الأطفال والشباب للتوعية بقواعد القوام السليم والوقاية من التشوهات، كجزء من رؤية مصر 2030 لبناء إنسان قادر ومنتج.
رسالة أخيرة: مش هنقبل نكون ضيوف في منظومة إحنا شركاء فيها
البيان كان واضح في ختامه: خريجو علوم الرياضة مش ضيوف في المنظومة الطبية، ومش مجرد مساعدين لأحد، بل شركاء علميين حقيقيين، لهم دورهم، ولهم حقهم، وسيدافعون عنه بالقانون وبالوعي وبالعمل الميداني.
كمتابع للملف، أقدر أقول إننا في لحظة فاصلة: إما أن نعيد بناء المنظومة على أساس التكامل والاعتراف بالخبرات المختلفة، أو نستمر في صراعات لا تخدم إلا الفراغ. والمريض هو الخاسر الوحيد حين تُستبعد الخبرات لصالح “احتكار” الألقاب دون وجه حق.