مشاهير

توحيد الجهود الوطنية ودور القبائل العربية في دعم الدولة المصرية

توحيد الجهود الوطنية ودور القبائل العربية في دعم الدولة المصرية
بقلم: الكاتب والمفكر الإستراتيجي المستشار أحمد إكرام
في سياق التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة، يظل تماسك الجبهة الداخلية هو خط الدفاع الأول عن الدولة الوطنية، ويظل الوعي الجمعي للمجتمع هو الضامن الحقيقي لاستقرار الأوطان. ومن هذا المنطلق، يبرز الدور الوطني الأصيل للقبائل العربية في مصر، باعتبارها أحد المكوّنات الراسخة في بنية الدولة المصرية، وشريكًا تاريخيًا في حماية الوطن ودعم استقراره.
فالقبائل العربية في مصر لم تكن يومًا كيانًا منفصلًا عن الدولة، ولم تنظر إلى نفسها خارج الإطار الوطني الجامع، بل كانت – عبر التاريخ – جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري، تشارك في البناء كما شاركت في الدفاع، وتقدّم الانتماء للوطن على أي اعتبارات أخرى. وقد شكّل هذا الوعي الوطني المتجذر أساسًا لعلاقة متينة بين القبائل والدولة، قوامها الولاء، والمسؤولية، والإدراك العميق لمعنى بقاء الدولة.
إن قوة القبائل العربية لا تنفصل عن قوة الدولة المصرية، واستقرارها مرتبط ارتباطًا مباشرًا باستقرار الوطن. ومن هنا، فإن الاصطفاف خلف الدولة ومؤسساتها الوطنية هو واجب وطني ثابت، لا يخضع لحسابات مؤقتة أو ظروف متغيرة، بل ينبع من الانتماء الصادق لتراب هذا الوطن، والإيمان بأن أمن مصر القومي خط أحمر لا يُسمح بالمساس به.
وقد أثبتت القبائل العربية، في مختلف المراحل التاريخية، أنها تقف صفًا واحدًا خلف الدولة المصرية، داعمة لجيشها الوطني الذي يمثل صمام الأمان للدولة، ومساندة لشرطتها التي تسهر على أمن المجتمع واستقراره. كما ترفض القبائل بشكل قاطع أي محاولات للتشكيك أو الاستقطاب أو الزجّ بها في مسارات تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا، أو توظيف اسمها في صراعات سياسية أو إعلامية ضيقة.
وفي الوقت ذاته، لا يقتصر دور القبائل العربية على الدعم الوطني فقط، بل يمتد ليشمل دورًا تنمويًا واقتصاديًا مهمًا. فالقبائل تمتلك طاقات بشرية وخبرات متراكمة وإمكانات حقيقية، تؤهلها لأن تكون شريكًا وطنيًا فاعلًا في دعم خطط الدولة للتنمية المستدامة، وتعظيم الموارد، ودفع عجلة الإنتاج، وخلق فرص العمل، وذلك في إطار احترام الدستور والقانون، وتحت مظلة مؤسسات الدولة الشرعية.
إن أي محاولات لاستغلال اسم القبائل العربية أو تصويرها ككيانات موازية للدولة، أو الزجّ بها في صراعات تخدم مصالح ضيقة، تُعد مساسًا مباشرًا بالثوابت الوطنية، وتتناقض مع التاريخ الحقيقي للقبائل في مصر. فراية مصر وحدها هي الراية الجامعة، والولاء للوطن هو الأساس الذي لا يعلوه ولاء.
وفي هذا السياق، تجدّد القبائل العربية عهدها الوطني بأن تظل – كما كانت عبر التاريخ – درعًا للوطن، وسندًا للدولة، وخط دفاع وطني واعٍ، يدرك أن قوة مصر في وحدة أبنائها، وأن مستقبلها لا يُبنى إلا بتكاتف جميع مكوّناتها الوطنية دون إقصاء أو استثناء.
إن مصر، بتاريخها العريق ومكانتها الإقليمية، تستحق من أبنائها أن يقفوا صفًا واحدًا خلف دولتهم، وأن يدركوا أن الحفاظ على الوطن مسؤولية مشتركة، وأن الوعي الوطني هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات.
حفظ الله مصر،
وحفظ شعبها،
وحفظ مؤسساتها الوطنية،
وجعلها دائمًا قوية بأبنائها، آمنة بتكاتفهم، وماضية بثبات نحو مستقبل يليق بتاريخها ومكانتها.
التوقيعات
الكاتب والمفكر الاستراتيجي
المستشار/ أحمد إكرام
(قبيلة المساعيد)
الشيخ/ نايف كيشار الفايدي
(قبيلة الفوايد السعادي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى