حوار صحفي مع الدكتورة أمل عبد العزيز: صاحبة القلم السعيد
حوار صحفي مع الدكتورة أمل عبد العزيز: صاحبة القلم السعيد
حوار الكاتب/ بهاء علام
الصحفي: بدايةً، نود أن نعرف كيف بدأتِ مسيرتكِ في مجال الصحافة، وما الذي ألهمكِ لاختيار هذا المجال؟
الدكتورة أمل عبد العزيز: بدأتُ مسيرتي في الصحافة بعد تخرجي من كلية آداب قسم علم النفس ثم بعد ذلك درست في كليه الإعلام بجامعة القاهرة. وعندما انتشرت الصحافه الصفراء والاكازيب واصبح الجمهور تائها في مواقع التواصل الاجتماعي ولا يستطيع التمييز بين الحقيقه والكذب أصبحت لدي رغبة قوية في أن أكون صوتاً لمن لا صوت له. الإعلام والصحافة كانا دائماً بالنسبة لي وسيلة للتغيير والتأثير في المجتمع بالايجاب وليس بالكذب والخداع ولهذا اخترت هذا المجال.
الصحفي: تُعرفين بلقب “صاحبة القلم السعيد”، كيف جاء هذا اللقب، وما الذي يعنيه لكِ؟
الدكتورة أمل عبد العزيز: اللقب جاء من جمهوري العزيز، الذين لاحظوا أنني أركز في كتاباتي على الجوانب الإيجابية والمتفائلة، حتى في أصعب المواضيع. أؤمن بأن الصحافة ليست مجرد نقل للأخبار، بل هي أيضاً وسيلة لنشر الأمل وإلهام الناس للتغيير الإيجابي. لذلك، اللقب يعكس فلسفتي الشخصية في الحياة والكتابة.
الصحفي: بصفتكِ أكاديمية وصحفية، كيف تتمكنين من تحقيق التوازن بين العمل الأكاديمي والممارسة المهنية؟
الدكتورة أمل عبد العزيز: التوازن بين العمل الأكاديمي والممارسة الصحفية ليس سهلاً، لكنه ممكن مع التخطيط الجيد وتنظيم الوقت. أعتبر العمل الأكاديمي دعامة أساسية لعملي الصحفي، حيث يمكنني من خلاله تطوير معرفتي وإثراء كتاباتي بالمزيد من العمق والتحليل. وفي نفس الوقت، تتيح لي الصحافة فرصة تطبيق ما أتعلمه أكاديمياً على أرض الواقع.
صحفي: كيف ترين مستقبل الصحافة في ظل التحول الرقمي السريع؟ وما هي النصائح التي تقدمينها للصحفيين الشباب؟
الدكتورة أمل عبد العزيز: التحول الرقمي يفتح آفاقاً جديدة للصحافة، ولكنه يحمل أيضاً تحديات. الصحافة التقليدية لن تختفي، لكنها ستتطور لتتأقلم مع المتغيرات التكنولوجية. النصيحة التي أقدمها للصحفيين الشباب هي التمسك بالمبادئ الأخلاقية والمهنية، والاهتمام بتطوير مهاراتهم الرقمية. عليهم أيضاً أن يكونوا على دراية بمستجدات المجال وأن يتحلوا بالمرونة للتأقلم مع التغيرات.
الصحفي: كيف تتعاملين مع المهاجمين ومتصيدي الأخطاء، الذين يُطلق عليهم أحيانًا “أعداء النجاح”؟
الدكتورة أمل عبد العزيز: أؤمن أن النجاح دائماً ما يجذب الانتباه، سواء كان إيجابياً أو سلبياً. النقد البناء هو أمر مرحب به لأنه يساعدني على التطور وتحسين أدائي. أما بالنسبة لأولئك الذين يهاجمون بهدف التصيد فقط في بدايتي كنت احزن واصرخ وفي بعض الأحيان أقوم بالرد عليهم بما يناسب أخلاقي وتربيتي ولكن الان بعد كل ما مررت به رايت الجمهور وما يقال علي مثل هؤلاء ورايت بان ردي اوحزني اعطي قيمه لمن لا قيمه له فأفضل طريقة للتعامل معهم هي التجاهل والتركيز على هدفي. أعلم أن الطريق إلى النجاح مليء بالتحديات، وأحدها هو مواجهة هؤلاء. ولكنني أعتبر كل هجوم بمثابة دافع للاستمرار والعمل بجدية أكبر. كما أنني أستعين بحكمة قديمة تقول “إذا لم يكن لديك أعداء، فاعلم أنك لم تحقق شيئاً يستحق العناء”. أنا أختار أن أركز على المحبين والداعمين اما غير ذلك فالكل يري بعين طبيعته فلقد اكتشفت عن طريق احدي متابعيني الاحباء قالت لي لا تحزني دكتورتنا الغاليه فهم لا يكرهونك او يهاجمونك لانكي سيئه ولكن لان نجاحك يذكرهم بفشلهم وحضورك يلغي وجودهم وأتركي الزمن ليثبت للجميع من كان على حق ومن ذلك اليوم اعمل بهذه النصيحه الغاليه التي غيرتني للافضل
الصحفي: تُشتهرين بأنك صاحبة خفة دم في تقديم المحتوى على صفحتكِ على الإنستغرام، مع حرصكِ الدائم على الحفاظ على الاحترام والرقي في كل صورة تقومين بنشرها. كما أنكِ تبتعدين تمامًا عن نشر أي شيء قد يساهم في انتشار الفتن أو إثارة الغرائز، على الرغم من أن الفن التركي ونجومه يتميزون بطابع خاص من الحرية في الملابس. كيف استطعتِ ببراعة المحافظة على كفتي الميزان بين خفة الدم والالتزام بالقيم؟
الدكتورة أمل عبد العزيز: النجاح في تحقيق هذا التوازن يتطلب فهمًا عميقًا لهوية جمهوري وقيمه، وأيضًا تقديرًا كبيرًا لقوة الكلمة والصورة في التأثير على المتابعين. أنا أؤمن بأن خفة الدم لا تعني التفريط في المبادئ أو القيم، بل يمكن أن تكون وسيلة قوية لجذب الانتباه بطريقة محترمة وراقية.
الفن التركي بالفعل يمتاز بحرية في التعبير من خلال الأزياء والمحتوى والسهرات وغيرها ، ولكنني أحرص دائمًا على تقديم ما يتوافق مع قيمي الشخصية والثقافية ويعطي المعني المراد توصيله . في النهاية، أرى أن الأناقة ليست في الملابس فقط، بل في طريقة تقديم المحتوى وفكرته. وهذا ما يجعلني أتمكن من تقديم محتوى مبهج وخفيف على القلب دون المساس بالمبادئ التي أؤمن بها.
والحمد لله الجمهور يقدر هذا التوجه، لأنه يبحث عن محتوى يجمع بين المتعة والفائدة، وبين الإبداع والاحترام. وبفضل هذا النهج، أستطيع أن أحافظ على كفتي الميزان متساويتين، مع الاستمرار في تقديم محتوى يليق بجمهوري العزيز. فالمحافظة على هذا التوازن تتطلب وعياً كاملاً بأثر كل صورة أو منشور، وأنا أتحمل مسؤولية كل ما أنشره، سواء كان ذلك خفيف الظل أو عميق المعنى. هذا النهج يحظى بتقدير الجمهور، لأنه يجد في محتواي تعبيراً عن هوية فنية راقية تجمع بين المتعة والالتزام بالقيم.
الصحفي: ما نوع الأخبار الأول الذي يتميز به موقع “بالعربي تركي” الفني؟
الدكتورة أمل عبد العزيز: موقع “بالعربي تركي” الفني يتميز بتقديم الأخبار التي تجمع بين السرعة والدقة في التحليل. باعتباري متخصصة في الصحافة الاستقصائية، أحرص على أن يكون كل خبر ننشره مبنياً على معلومات موثوقة ومستنداً إلى أدلة قوية. بعد نشر الخبر الأول أقوم بجمع وتحليل كافة المعلومات المتاحة، وأتأكد من صحتها قبل نشر أي تفاصيل إضافية.
هذا النهج يمنح جمهورنا الثقة بأن كل معلومة تصلهم عبر موقعنا قد خضعت لعملية تحقق دقيقة. نحن لا نكتفي بنقل الأخبار فقط، بل نعمل على تقديم رؤية شاملة ومتكاملة للحدث، مما يجعل موقعنا مصدراً موثوقاً ومميزاً في الساحة الإعلامية. هذا التفاني في تقديم الحقائق بأعلى درجات المهنية هو ما يميز “بالعربي تركي” ويكسبنا احترام وولاء جمهورنا
الصحفي: وماذا عن الأخبار الحصرية؟ هل تجدينها ذات أهمية في عملكِ الصحفي؟
الدكتورة أمل عبد العزيز: بصراحة، الأخبار الحصرية أصبحت لا تستهويني كثيرًا. أعتبرها في كثير من الأحيان تحصيل حاصل وعاجلا ام اجلا سوف تظهر للجمهور ولا أرى ضرورة للإعلان عن خبر قبل أن تصدره الجهات المختصة. بالنسبة لي، احترام أصحاب الخبر من منتجين ومخرجين وممثلين وغيرهم هو أمر بالغ الأهمية. أفضل دائمًا أن أنشر الخبر بعد الإعلان الرسمي عنه، ثم أبدأ بجمع وتحليل المعلومات بشكل دقيق.
المتعة الحقيقية بالنسبة لي تكمن في تقديم محتوى غني ومتكامل بعد نزول الخبر، حيث أستطيع من خلاله تقديم قيمة مضافة للجمهور. في ظل زيف الأخبار المنتشر على مواقع الصحافة الصفراء التركيه وغيرها ، أشعر أن الجمهور بحاجة ماسة إلى معلومات موثوقة وكاملة، وليس فقط إلى السبق الصحفي.
التميز في رأيي ليس في نشر الخبر قبل نزوله بل في تقديم كل جوانب الخبر بشكل مدروس وتصحيح الأخطاء الشائعة. هذا هو ما يميز عملي ويجعله مختلفًا، والمختلف دائمًا يلمع ويضئ بين الآخرين. في النهاية، النجاح الحقيقي يكمن في كسب ثقة الجمهور من خلال تقديم الحقيقة بشكل كامل وصادق، وهذا هو ما أحرص عليه دائمًا.
اما بالنسبه للخبر الحصري فأنا انشر الكثير من الاخبار الحصريه ولكن الاخبار الخفيفه التي ان تم عرضها لا يوجد ضرر علي اصحابها واقوم بالتلميح فقط لها بطريقتي الخاصه المعروفه لمتابعيني قبل نزولها بايام بحد اقصي اسبوع بعد التأكد من اتمامها على اكمل وجهه وعدم رفض اصحاب الخبر من التلميح عنها واقوم بوضع منشن لاصحاب الخبر للمصداقيه والشفافيه ولكنها ليست هدفي الاساسي
الصحفي: هناك مفاجأة علمنا بها، هل تسمحين لنا بمناقشتها من خلال حديثنا اليوم؟
الدكتورة أمل عبد العزيز: لا، أرجوك، ليس الآن. المفاجأة لم تكتمل بعد، وكما ذكرت سابقًا، أنا أحب أن يكتمل الخبر أولاً قبل الإعلان عنه. ولكن أعدكِ أنكم ستكونون أول من ينشر الخبر عند اكتماله، وهذا وعد.
أود أن أنصحكِ أيضًا: لا تركز على نشر الخبر قبل موعده، بل ركز على تقديمه بكل تفاصيله عندما يكتمل. هذا هو التميز الحقيقي، وهو ما يخلق فارقًا كبيرًا بين الصحافة التي تسعى للسبق فقط، والصحافة التي تسعى لتقديم الحقيقة الكاملة للجمهور.
الصحفي: في الختام، ما هي رسالتكِ لجمهوركِ ومتابعيكِ؟
الدكتورة أمل عبد العزيز: رسالتي لجمهوري هي أنني أعمل دائماً لأكون عند حسن ظنهم، وأعدهم بأن أستمر في تقديم محتوى يساهم في نشر الإيجابية ويعكس قضاياهم واهتماماتهم. أنا ممتنة لكل الدعم والتشجيع الذي تلقيته على مدار السنين، وأتمنى أن أكون دائماً قادرة على إسعادهم وتقديم الأفضل وارجو المسامحه علي اي خطأ او تقصير غير مقصود فليس فينا من لا يخطئ المهم ان نتعلم ولا نكرر هذه الأخطاء ولكم مني كل الحب والاحترام .
وفي ختام هذا اللقاء الشيق، لا يسعنا إلا أن نعبر عن تقديرنا الكبير للدكتورة أمل عبد العزيز، الصحفية المجتهدة وصاحبة القلم السعيد. لقد أظهرت لنا اليوم كيف يمكن للصحافة أن تكون وسيلة قوية للتغيير الإيجابي، وكيف يمكن للإبداع أن يتجلى في الالتزام بالقيم والاحترام. ننتظر بشوق الإعلان عن المفاجأة القادمة، ونتمنى لكِ دوام النجاح والتألق في مسيرتكِ المهنية. شكراً لكِ على هذا الحوار الصريح والمُلهم، ونتطلع إلى المزيد من أعمالكِ التي تترك بصمة مميزة في عالم الإعلام.