حوار مع أحد أبرز المسوقين الشباب في مصر: مازن فتحي… رؤية جديدة للتسويق الطبي في المؤسسات الحكومية
حوار مع أحد أبرز المسوقين الشباب في مصر: مازن فتحي… رؤية جديدة للتسويق الطبي في المؤسسات الحكومية

في السنوات الأخيرة برز عدد من الشباب الذين استطاعوا إعادة تعريف مفهوم التسويق في مصر، لكن واحداً من بين هؤلاء الشباب يلفت الانتباه بشكل خاص: مازن فتحي (26 عامًا)، المسوّق الرقمي الذي أصبح اسمه يرتبط بتطبيق الأفكار الحديثة في السياق الطبي — وبالأخص داخل المستشفيات الحكومية.
في هذا الحوار، يتحدث مازن عن تجربته المهنية، بدايةً من حملات رقمية كبرى لمؤسسات مرموقة، وصولاً إلى رحلته في مستشفى الشهيد أحمد شوقي لطب المسنين، التي يصفها بأنها كانت نقطة تحوّل في فهمه الحقيقي لقيمة التسويق خاصةً المجال الطبي.
• مازن، كيف بدأت رحلتك في عالم التسويق؟
> “بدأت رحلتي من الشغف… كنت مؤمن إن التسويق مش مجرد إعلان، التسويق هو تحويل خدمة لرسالة واضحة ومؤثرة. اشتغلت على حملات رقمية لوزارة السياحة والهجرة، وكمان لمؤسسات خاصة كبيرة وأعتقد أنني حققت حاجة لحد ما أحد المقربين عرض عليا العمل في مستشفى حكومي وبعد فترة لاحظت إن المؤسسات الحكومية قليلة جداً في المجال ده رغم إنها بتقدم خدمات تستاهل إنها تُسمع.”
• وما المختلف في تجربتك داخل المستشفيات الحكومية؟
يبتسم مازن ويقول:
> “هقولك بصراحة… القطاع الحكومي بيقدم خدمات عظيمة، لكن صورته الذهنية عند الناس ضعيفة. هنا كانت التحدي الحقيقي: إزاي ننقل نموذج تسويق محترف لبيئة حكومية؟
كانت البداية داخل مستشفى الشهيد أحمد شوقي لطب المسنين، حيث شارك في تأسيس نظام متكامل للهوية الرقمية والتوعية الصحية.
ويضيف مازن:
> “بدأنا من الصفر… ومع ذلك لقيت دعم محترم جداً من الإدارة، خصوصاً أ.د/ و.و ، و د/ إ.ر ، والعديد من المتمثلين في الإدارة — كانوا بيشتغلوا باحترافية كبيرة وبيؤمنوا بدور الميديا. ده ساعدني ننفّذ أفكار كبيرة على أرض الواقع.”
• هل العمل داخل المستشفى كشف لك جانب مختلف من الرعاية الصحية؟
> “طبعاً. شفت حاجة عمري ما شفتها… شفت قطاعات مهنية كتيرة بتخدم المريض بجد زي الأخصائي الاجتماعي واللي دوره مهم كانت أستاذة ن.م — كانت بتتعامل مع المرضى وكأن كل واحد فيهم فرد من أهلها… ده درس لوحده من وجهة نظري .
ويتابع:
> “كمان شفت أداء رائع من كل الأقسام… عندهم وعي كبير بحقوق المرضى، وده من الأسباب الرئيسية إن المستشفى معتمدة من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية.”
• هل تشعر أنكم حققتم نتيجة حقيقية من التجربة؟
> “آه… حققنا نتائج مذهلة. بس لسه جعانين نعمل أكتر. طول ما في خدمة مهمة محتاجة توصل للناس… لازم نكمل الطريق.”
• ما أهم الدروس اللي خرجت بيها من التجربة؟
> “اتعلمت إن مفيش مشكلة ملهاش حل… واتعلمت إن إيمانك بالمشروع هو اللي بيخليك تكمّل. لو مؤمن إن الخدمة اللي بتسوق لها مهمة… هتوصل لأبعد نقطة ممكنة.”
• وإيه اللي حققته فعليًا لحد الآن؟
مازن يرد ببساطة:
> “أنا مسوّق رقمي اشتغلت على حملات لمؤسسات حكومية وخاصة، ودلوقتي خطتي واضحة: أشتغل أكتر مع المؤسسات الحكومية لأنها بتقدّم خدمات عظيمة لازم تتشوّف… ولازم يتغير الانطباع عنها.”
• بجانب التسويق… عندك نشاطات تانية؟
بابتسامة هادية:
> “آه… أنا كاتب. وبكتب أكتر من عمل الفترة دي.”
ويكشف عن أعماله القادمة:
رواية “الموظف المثالي” — عمل كوميدي عن سيكولوجية الموظفين في مصر، يصدر خارج موسم معرض الكتاب.
كتاب “ظل الياسمين” — يأخذ القارئ في رحلة عن العلاقات الصحية من خلال علاقة تنشأ بين كاتبين.
رواية “الثلاث الأخير” (2027) — عمل رعب وغموض داخل عمارة في حي راقٍ.
• كلمة أخيرة؟
> “في لحظات بتمر علينا بننفر من كل حاجة حوالينا وقدرتنا بتقل وشغفنا بيضعف، اللحظة دي هي اللي بتوضح الفرق بينك وبين الآخرين، لأن اللي بيكمل هو اللي بيوصل”
خاتمة
مازن فتحي هو مثال لجيل جديد من المسوّقين الذين لا يرون التسويق كحرفة فقط، بل كأداة تغيير حقيقية.
وفي وقت تحتاج فيه المؤسسات الصحية لإعادة بناء الثقة مع المجتمع، يبدو أن هذا النوع من العقلية هو ما يصنع الفرق.





