
التغذية والالتهاب الصامت
العدو الخفي خلف الأمراض المزمنة
ليس كل مرض يبدأ بألم أو حرارة أو تورم. هناك نوع من الالتهاب يعمل بصمت داخل الجسم دون أعراض واضحة. هذا الالتهاب يعرف بالالتهاب المزمن منخفض الدرجة ويعتبر اليوم من أخطر العوامل المسببة للأمراض المزمنة. خطورته أنه يتراكم ببطء ويؤثر على أجهزة متعددة في الوقت نفسه.
ما هو الالتهاب الصامت
الالتهاب الصامت هو استجابة مناعية مستمرة وضعيفة الشدة. لا يشعر بها المريض ولا تظهر في الفحص السريري الروتيني. رغم ذلك تؤدي مع الوقت إلى تلف الأوعية الدموية اضطراب التمثيل الغذائي وتأثر الدماغ والمناعة.
لماذا يعتبر قاتلا صامتا
هذا النوع من الالتهاب مرتبط بشكل مباشر بظهورالسكري من النوع الثاني
أمراض القلب والشرايين
ارتفاع ضغط الدم
الاكتئاب واضطرابات المزاج
بعض أنواع السرطان
المريض قد يبدو مستقرا لسنوات بينما المرض يتطور داخليا بصمت.
النمط الغذائي يعتبر عامل التهابي مستقل والأنماط الغذائية الحديثة هي المحرك الأساسي للالتهاب الصامت.
الإكثار من السكر المضاف يرفع الإنسولين ويحفز المسارات الالتهابية.
الدهون المصنعة والمهدرجة تضر بطانة الأوعية الدموية.
نقص الألياف يضعف صحة الأمعاء ويزيد نفاذية جدارها مما يسمح بمرور مواد التهابية إلى الدم.
حتى دون زيادة وزن واضحة يمكن لهذه العوامل أن تبقي الجسم في حالة التهاب دائم.
السمنة ليست الشرط الوحيد
الالتهاب الصامت لا يقتصر على المصابين بالسمنة.
أشخاص بوزن طبيعي قد يعانون من التهاب مزمن بسبب
سوء جودة الغذاء
نقص المغذيات الدقيقة
اضطراب الميكروبيوم
قلة الحركة والتوتر المزمن
لهذا لم يعد الوزن وحده مؤشرا كافيا للصحة.
التحول في مفهوم التغذية العلاجية
التركيز الحديث في التغذية لم يعد فقط على خفض الوزن أو السعرات.
الهدف أصبح خفض الالتهاب.
تحسين نوعية الغذاء أهم من تقليل كميته.
الغذاء يستخدم كأداة علاجية طويلة الأمد.
في البيئات منخفضة الموارد قد لا تتوفر فحوص متقدمة أو أدوية طويلة الأمد. الالتهاب الصامت مرض بلا صوت لكنه ليس بلا أثر.والتركيز على خفض الالتهاب هو استثمار صحي طويل الأمد يتجاوز فكرة الوزن والسعرات.
دمتم بصحه دائمه
د. ولاء بسیوني
استشاري الباثولوجیا الإكلینیكیة – التغذیة العلاجیة
د دكتوراة وماجستیر الباثولوجیا الإكلینیكیة
بكالوریوس الطب والجراحة
كلیة الطب – جامعة عین شمس طبیب معتمد – منظمة السمنة العالمیة



