زياره ترامب للخليج لَيسَت زِيارَةٌ دُبلوماسيَّةٌ ، بَل إعلانٌ عَن وَفاةِ أُمَّةٍ بِمُؤامَرَةٍ مَفتوحَةٍ

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
نائب رئيس قسم الأدب ✍🏻
وَقَفَتْ أقدامُ “ترمب” عَلَى تُرابِ الجَزيرَةِ العَرَبيَّة ، فَلم تَرَى إلَّا رِجَالًا تَحوَّلوا إلَى ظِلالٍ تَرتَعِدُ خَلفَ العُروش . أرضٌ تَئِنُّ بِذَهَبِهَا ، وَتَبكِي بِفَقرِ كَرامَتِهَا. لَم يَأتِ مُحارِبًا مُستَتِرًا ، بَل دَخَلَ مُزهِرًا بِـ”انتصارٍ” لَم تُرَاقْ فِيهِ دَماءٌ .. انتِصارٌ تَستَحِقُّهُ أقدامُ التُّجارِ أَكثَرَ مِن سُيوفِ الفاتِحين .
رَأى مَشهَدًا يَسْخرُ مِن تَاريخِ الفُتوحات : حُكَّامًا تَساقَطَت أَردِيَتُهُم العَتيقَة ، وَجُنودًا بِلا أرواحٍ تَرتَدي زِيَّ الخَدَم ، وَعُلماءَ صَامِتينَ كَأَنَّ لَسانَهُم قُطِعَ بِسِكِّينِ الخِزي ! لَم يَكُن يَغزو أرضًا ، بَل يَقطِفُ ثِمارًا ناضِجَةً مِن شَجَرَةِ الذُّلِّ الَّتي زَرَعَها الحُكَّامُ بِأَيدِيهِم !
في الرِّياضِ … اِنحَنَتِ الوُفودُ كَأَنَّما تَسجُدُ لِـ”إلهٍ” جَديد
وفي قَطَر … تَهادَت صَفَقاتُ الخُضوعِ مَعَ صَفَقاتِ الغاز .
أمَّا الإمارات … فَكَسَت نِساؤُها حِجابَ العارِ بِفُسْتانِ الرَّقصِ ، فَصارَت أَقدامُهُنَّ أَشَدَّ صَريرًا مِن أَصواتِ المُنَاشِدينَ فِي المَساجِد!
لَكِنَّ الكَارِثَةَ الحَقيقيَّةَ لَم تَكُن فِي الأَموالِ المُهداةِ ، وَلَا فِي الجِزيَةِ الَّتي دُفِعَت بِـ”ابتِسامَةٍ” .. بَل فِي صُورةِ مَن كانَ يَصِفُ نَفسَهُ “مُجاهِدًا” يَجلِسُ أَمامَ الطَّاغوتِ يَتَهَادَى مَعَهُ قَهوَةَ الخِيانَةِ ، وَيُوقِّعُ عَلى وَثيقَةِ تَسليمِ رُموزِ المَقاوَمَة !
أَيُّها العَرَبُ …
هَذِهِ لَيسَت زِيارَةٌ دُبلوماسيَّةٌ ، بَل إعلانٌ عَن وَفاةِ أُمَّةٍ بِمُؤامَرَةٍ مَفتوحَةٍ . المَوتُ لَيسَ بِالبُندُقيَّةِ دَائمًا .. فَرُبَّما يَكُونُ بِمِنديلٍ يُمسَحُ بِهِ عَارُ الخُنُوعِ !
تَذَكَّروا …
أَسلافُكُم خَرَجوا مِن بَينَ الرِّمالِ يَحملونَ كِتابَ اللهِ ، فَأَذَلُّوا مُلوكَ الفُرسِ ، وَهَزَمُوا جِيوشَ الرُّوم ، وَصَارَت أوروبا تَدفَعُ الجِزيَةَ طَوعًا ، أُمَّةٌ لَم تَخشَ إلَّا السَّماءَ .. فَكيفَ صِرنا نَستَجدِي حِمايةَ مَرتَزِقَةٍ يَحمِلونَ عَلمَ “المِثليَّةِ” مَكانَ عَلمِ الجِهادِ ؟!
أَينَ أَبناءُ خالِدٍ الَّذينَ دَخلوا بِلادَ الفُرسِ وَهُم يَرتَجِفونَ ؟ أَينَ صَليلُ سُيوفِ القَعقاعِ ؟ أَم صِرنا نَكتَفِي بِـ”صَليلِ” أَقداحِ الوِيسكي فِي قُصورِ الحُكَّامِ ؟
يَا مَن تَحمِلونَ دَمَ تَميمٍ وَهُذَيل ..
أَتَرضَونَ أَن يَكونَ حِفَاظُكُم عَلَى العُروشِ بِـ”وِقايَةِ” جُنودٍ لا يَعرِفونَ إلَّا لُغَةَ المَالِ ؟
أَيُعقَلُ أَن تَخافَ أُمَّةُ “لا إلهَ إلَّا الله” مِن غَضَبِ رَجُلٍ يَخافُ مِن ظِلِّهِ ؟
يَا أَهلَ العِزَّةِ …
كُفُّوا عَن لَومِ الزَّمَن ، فَالخِزيُ خَيارٌ
أَقِفوا .. اِرفَعوا رُؤوسَكُم .. اِقطَعوا خُطوَفَ الوُصولِ إلَى خَزائِنِكُم ..
أَلَيسَ حَقًّا أَن تَستَرِدّوا مَجدًا صَنَعَهُ الأجدادُ بِالسَّيفِ ، لا بِـ”شِيكٍ” مَصرفِيٍّ ؟
﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾..
فَكُونوا أَنتمُ النَّاصِرينَ ، قَبلَ أَن تَأتِيَ أَيَّامٌ تَندَمُونَ فِيهَا عَلى صَمتِكُم !
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه