مشاهير

شباب سوريون يبدعون في العالم الرقمي: محمد كراكيش نموذجاً للكوميديا الهادفة

شباب سوريون يبدعون في العالم الرقمي: محمد كراكيش نموذجاً للكوميديا الهادفة

 

وسط زخم المحتوى الرقمي المتصاعد على منصات التواصل الاجتماعي، يبرز اسم الشاب السوري محمد كراكيش كواحد من الوجوه الجديدة في مجال صناعة المحتوى الكوميدي، حيث استطاع أن يصنع لنفسه مكاناً بين جمهور الشباب بفضل أسلوبه البسيط، الواقعي، والهادف.

من إدلب إلى دمشق.. مسيرة شاب طموح

محمد كراكيش، من مواليد محافظة إدلب عام 2002، انتقل بعد إنهائه المرحلة الثانوية إلى العاصمة دمشق لمتابعة دراسته الجامعية في كلية الآداب – قسم اللغة الألمانية بجامعة دمشق. وبالرغم من التزامه الأكاديمي، بدأ بنشر مقاطع فيديو قصيرة على منصات مثل إنستغرام وThreads، لاقت رواجاً واسعاً في وقتٍ قياسي.

محتوى اجتماعي بروح ساخرة

يعتمد كراكيش في محتواه على معالجة مواقف من الحياة اليومية بأسلوب فكاهي ساخر، دون إسفاف أو ابتذال. تتناول مقاطعه مواضيع تتعلق بالحياة الطلابية، العلاقات الاجتماعية، ومفارقات الواقع المعيشي، ما يجعلها قريبة من قلوب المتابعين، وخصوصاً فئة الشباب الجامعي.

ويقول كراكيش في أحد منشوراته: “بحاول أرسم الابتسامة، حتى لو كانت من قلب المعاناة”، وهي عبارة تلخص فلسفته في تقديم الكوميديا كوسيلة للتعبير، لا للهروب من الواقع.

قاعدة جماهيرية متنامية

استطاع محمد، خلال فترة قصيرة، أن يجذب أكثر من 100 ألف متابع على منصة إنستغرام وحدها، ويحقق تفاعلاً ملحوظاً مع كل منشور جديد. عناوين مثل “طلعت القصة مش مزحة” أصبحت مألوفة ضمن الأوساط الشبابية السورية والعربية، حيث يتناقلها المتابعون على نطاق واسع.

صناعة محتوى من قلب الشارع

ما يميز كراكيش عن كثير من صناع المحتوى هو تواضع أدواته، وبساطة إنتاجه، إذ لا يعتمد على معدات متطورة أو فريق عمل كبير، بل يصور أغلب مقاطعه باستخدام الهاتف المحمول، في أماكن عامة أو سكنية بسيطة، مستفيداً من طبيعة البيئة المحيطة به لتقديم كوميديا نابعة من الواقع.

طموحات تتجاوز الشاشة

في تصريحات سابقة على صفحاته الشخصية، عبّر كراكيش عن رغبته في الانتقال إلى أعمال تمثيلية احترافية أو الكتابة في مجال الكوميديا الاجتماعية، مؤكدًا أن هدفه الأساسي هو “خلق محتوى صادق، يعبّر عن جيله، ويوصل الرسالة بطريقة محببة للجمهور”.

 

في بلد ما زال يعاني من تبعات الحرب والصعوبات الاقتصادية، يظهر شباب مثل محمد كراكيش ليؤكدوا أن الإبداع لا يتوقف عند الظروف، بل قد يولد منها. وهو اليوم يمثل نموذجاً لجيلٍ يحاول أن يجد في الكلمة والضحكة طريقاً للحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى