شيرين بولس في حوار خاص مع توفيق كرم: “الفن هو البراح الذي يشفي الأرواح”
في عالم يموج بالضغوط والتحديات، قررت فنانة سكندرية أن تجعل من الفن مساحة “براح” حقيقية، يجد فيها الأطفال – بمختلف قدراتهم واختلافاتهم – طريقاً للراحة، والتعبير، والشفاء. من قلب الإسكندرية، خرجت مبادرة “البراح” لتؤكد أن الفن ليس رفاهية، بل لغة إنسانية قادرة على بناء الجسور بين الأرواح وشفاء ما تفتته الحياة اليومية من مشاعر.

شيرين بولس تطلق مبادرة “البراح”: الفن جسراً لدمج الأطفال وشفاء الأرواح
الإسكندرية – أطلقت الفنانة التشكيلية شيرين بولس مبادرة “البراح”، التي تهدف إلى استخدام الفن كوسيلة للدمج النفسي والاجتماعي للأطفال بمختلف فئاتهم، وخاصة ذوي الهمم، من أجل تعزيز السلام الداخلي والشفاء الروحي عبر الإبداع والتعبير الفني.

شيرين بولس، خريجة كلية التربية النوعية – قسم تربية فنية بجامعة الإسكندرية، حصلت على تقدير عام جيد جداً مع مرتبة الشرف، وعملت معيدة منتدبة بالكلية. من خلال دراستها لمقررات تحليل رسوم الأطفال وتأثير الفن في نموهم النفسي، بدأت شغفها في توظيف الفن كأداة علاجية وتنموية.
تقول شيرين: “بعد التخرج، بدأت التفاعل مع المجتمع في مجال دعم ذوي الهمم، فرسمت مجلات كاريكاتير موجهة للأطفال المعرضين للخطر، وأقمت مسرح عرائس متجولاً في الشارع، وحلقات فنية لبرنامج لدمج الأطفال من ذوي الهمم على قناة Sat7kids.”
على مدار سنوات من العمل الميداني، نظمت شيرين ورشاً للفن العلاجي شملت الرسم، والنحت، والحكي، والموسيقى، استهدفت فئات متنوعة مثل: أطفال التوحد، ومتلازمة داون، والصم وضعاف السمع، والمكفوفين، والأطفال بلا مأوى، إلى جانب محاربات السرطان والسيدات المعرضات للإيذاء الجسدي.

وكانت حصيلة هذه الجهود تنظيم 22 معرضاً فنياً للأطفال وذوي الهمم، أسهمت في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحسين علاقاتهم الاجتماعية.

وانطلاقاً من إيمانها بقدرات الأطفال، أسست شيرين فريقاً من ذوي الهمم في إحدى المدارس الدولية بالإسكندرية للمشاركة في تجميل المجتمع، حيث قاموا بتزيين المدارس ودور المسنات وملجأ تحسين الصحة، بالإضافة إلى تجميل أحد شوارع المدينة.

تقول شيرين: “رأيت بأم عيني كيف يغيّر الفن الإنسان. أطفال تركوا الشارع وعادوا إلى أسرهم، وآخرون من ذوي التوحد تطورت قدراتهم الاجتماعية بشكل ملموس. الفن كان شفاءً حقيقياً.”
ومن هنا وُلدت فكرة مبادرة “البراح”، التي تُقدِّم الفن كمساحة آمنة للتعبير والدمج، دون تصنيفات أو شروط، وللكبار والأطفال على حد سواء، وذلك بالتعاون مع مؤسسات مجتمعية أخرى، بدأت المبادرة قبل أكثر من عام بورشة جمعت أكثر من 40 طفلاً من مصر والسودان وسوريا، بينهم أطفال من ذوي الهمم، واستمرت لتضم اليوم أكثر من 130 مشاركاً من مختلف الأعمار والخلفيات.

تشمل أنشطة “البراح” ورش الرسم والحركة والحكي والموسيقى، إضافة إلى مجموعات مشاركة نفسية بإشراف سارة حليم، المهتمة بالصحة النفسية، وتنظم المبادرة أيضاً رحلات فنية في الطبيعة والبحر والحدائق المفتوحة.
وتختم شيرين حديثها قائلة:
“الفن كان وما زال طريقاً للرحمة والتعافي، وأنا ممتنة لوالدي الذي ورّثني حب الفن، ولأسرتي التي دعمتني في كل خطوة. شكراً لكل إنسان يجعل الحياة أحنّ وألطف بالفن والحب.”










