مشاهير

صانع المحتوى أيهم الرفاعي شاب يسعى لترك أثر خالد

صانع المحتوى أيهم الرفاعي شاب يسعى لترك أثر خالد

في التاسع من فبراير عام 1993، وُلدت موهبة سورية تحمل في جيناتها صلابة “الجولان” المحتل وعراقة دمشق. أيهم الرفاعي، الشاب الذي لم تكن “الشام” بالنسبة له مجرد مكان للميلاد والدراسة، بل كانت المسرح الأول الذي تشكلت فيه أحلامه، قبل أن تأخذه أقدار الحياة في رحلة طويلة وشاقة بحثاً عن الذات وتحقيق الحلم.

بدأت محطة الغربة المبكرة في حياة الرفاعي بالتزامن مع انطلاق الثورة السورية، حيث غادر البلاد وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره متجهاً إلى دولة قطر. هناك، قضى سبع سنوات (حتى عام 2018) كانت بمثابة مرحلة استكشاف، بدأ خلالها بتقديم مقاطع كوميدية بسيطة، كانت تلميحاً خجولاً لموهبة فذة تنتظر اللحظة المناسبة للانفجار.

في عام 2018، حطّت رحال أيهم في الأراضي المنخفضة “هولندا”، لتكون هذه المحطة بمثابة “الشرارة” الحقيقية لانطلاقته. ورغم التحاقه بمقاعد الدراسة الجامعية في تخصص “المحاسبة” – وهو مجال دقيق يعتمد على جمود الأرقام – إلا أن شغف التمثيل الذي رافقه منذ الصغر كان أقوى من أن يُحصر في الجداول الحسابية.

نجح الرفاعي في تحويل منصات التواصل الاجتماعي إلى خشبة مسرح خاصة به، مطلقاً سلسلته الشهيرة “رفيقك الجديد بأوروبا”. هذه السلسلة لم تكن مجرد محتوى عابر، بل جاءت لتحاكي واقع المغتربين واللاجئين، وتجسد مفارقات الحياة الجديدة في الغرب بذكاء، مما جعلها تنال محبة وقبول شريحة واسعة من الجمهور العربي في القارة العجوز.

لم يكتفِ أيهم بذلك، بل برزت موهبته العالية في فن التقليد والتقمص، حيث قدم شخصيات فنية ومشهورة بأسلوب ساخر وكوميدي لاذع، كان أبرزها تقليده للفنان “الشامي”، في مقاطع أثبتت قدرته على التقاط التفاصيل الدقيقة وإعادة صياغتها بقالب فكاهي ممتع.

اليوم، يجمع أيهم الرفاعي بين انضباط المحاسب وجنون الفنان، ليقدم نموذجاً للشاب السوري الذي لا يسعى للشهرة العابرة، بل يسعى لترك أثر خالد وبصمة لا تُمحى في عالم صناعة المحتوى، مثبتاً أن الموهبة الحقيقية تزهر أينما حلت، من قاسيون إلى أمستردام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى