عبدالحميد أبوالصافي الرحال.. حين تتحول الكلمة إلى سفر وعشق ومعرفة

عبدالحميد أبوالصافي الرحال.. حين تتحول الكلمة إلى سفر وعشق ومعرفة
في زمنٍ تتراكم فيه النصوص وتتراجع فيه الأصوات الأصيلة، يخرج لنا الكاتب عبدالحميد أبوالصافي الرحال كحالة استثنائية، لا يكتب لمجرد الحضور، بل ليصنع فرقًا في وعي القارئ ووجدانه. إنه ليس كاتبًا تقليديًا، بل مسافر بالكلمات، يطوّع اللغة ليبني بها جسورًا بين الواقع والحلم، بين الحكاية والحكمة.
منذ باكورته الإبداعية “خيوط العنكبوت”، شدّ الرحال أنظار القرّاء والنقّاد بأسلوبه الرمزي العميق، وقراءته النفسية والاجتماعية للواقع، ثم وسّع أفقه أكثر في عمله الثاني “أنتاركتيكا”، حيث اختار الجليد والوحشة مسرحًا لتأملات عميقة في المصير الإنساني، مغلفًا المغامرة بالفلسفة.
ولم يكتفِ بتكرار ذاته، بل عاد إلى عمله الأول بنسخة محدثة، في رسالة واضحة بأنه لا يرضى إلا بالتطوّر والتجديد، وأن النصوص الحقيقية كالكائنات الحية، تنمو وتتغير.
وفي عمله الثالث “لأنه عمر”، ارتحل بالقارئ إلى زمن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ليجسّد القيم الخالدة بلغة عصرية، تجمع بين قوة السرد وعمق التأمل، مستعرضًا القيادة كفن أخلاقي وإنساني.
اليوم، ينفتح الرحال على عالم الدراما، إذ يكتب سيناريو عمل تليفزيوني جديد، في خطوة تؤكد أن الإبداع لا يعترف بالحدود، وأن الكلمة الحقيقية قادرة على التأثير سواء كانت بين دفتي كتاب أو على الشاشة.
كرّم في العديد من المحافل الثقافية، ولم تكن تلك الشهادات سوى انعكاس لمسيرته النقية ورسالة قلمه الصادق.
عبدالحميد أبوالصافي الرحال ليس مجرد اسم أدبي، بل تجربة فكرية وروحية متكاملة، تنبض بالحياة في كل سطر، وتدعونا إلى أن نؤمن مجددًا بقوة الحكاية.