عصام الحسيني كشف الحقائق المصرية : جـــهـــاز الــمــخــابـــرات الـعــامــة المصرية … النشأة وأهم الشخصيات
عصام الحسيني كشف الحقائق المصرية : جـــهـــاز الــمــخــابـــرات الـعــامــة المصرية … النشأة وأهم الشخصيات ✹
شخصيات مخابراتية أسطورية…
3️⃣ الحلقة الثالثة 3️⃣ … الفهد الأسمر
✪ كلامنا في الحلقة دي هيكون عن واحد من أبرز وأمهر وأشهر رجال جهاز المخابرات العامة قاطبةً، لدرجة انه يعتبر علامة فارقة في تاريخ هذا الصرح العملاق ، فقد بلغت كفاءته الفريدة حداً جعل رؤساء مصر في ذلك العهد يتصلون به شخصيا لانجاز بعض المهمات الوطنية المستحيل تنفيذها ، ولكن لأنهم كانوا يعرفون مهاراته وذكاءه فكانوا في اللحظات الفارقة يكلفونه بما لا يستطيع أحد آخر القيام به سواه
✪ أنه الأسطورة ..محمد نسيم .. «نسيم قلب الأسد» .. أو الفهد الأسمر
★ وُلد «محمد نسيم» في مصر القديمة في حي«المغربلين» المعروف بالدرب الأحمر
★ كان البيت الذي تربى فيه الطفل «محمد نسيم» يقع خلف مسجد «المردائي» وهو مسجد لم يكن بالنسبة إليه مكانا للصلاة فقط وإنما للمذاكرة أيضا ، وقبل أن يكمل ثلاث سنوات توفيت والدته ، وفي الخامسة عشر من عمره انتقلت عائلته إلى حي «المنيـرة» القريب من النادي الأهلي، فكانت ملاعب الهوكي وحلبات الملاكمة مفتوحة أمامه حتى أتم دراسته الثانوية والتحق بالكلية الحربية ليتخرج منها عام 1951 ، أي قبل ثورة يوليو بعام ونصف تقريبا ، وبعد تخرجه أصبح ضابطا في سلاح «الـسـواري» “سلاح المدرعات حاليا” وكان أحد ضباط الجيش المصري الذين انضموا لتنظيم الضباط الأحرار .. وشارك ضمن الصف الثاني من رجال الثورة
★ ونتيجة لممارسته لرياضة الملاكمة فقد أصبح أثناء دراسته بالكلية الحربية بطل الكلية والقوات المسلحة في الملاكمة ، كما أن الرياضة منحته فرصة الزواج من إحدى بطلات مصر في الجمباز
★ وقد شارك «نسيم» سنة 1956 في حرب السويس وقت العدوان الثلاثي على مصر
★ بعد تلك الحرب تم اختياره أواخر عام 1956 للالتحاق بجهاز المخابرات العامة المصرية، ، وهي الفترة التي تلت العدوان الثلاثي والتي بدأت فيها عملية اعادة بناء المجتمع الأمني في مصر “الأجهزة الداخلية والخارجية” بقيادة اللواء “العقيد وقتها” «صلاح نصر» ، وقد بدأ السيد «محمد نسيم» العمل في الجهاز فتم إلحاقه بالقطاع العربي، وكانت مهمة هذا القطاع هي جمع معلومات اجتماعية وسياسية واقتصادية من الوطن العربى تفيد القيادة السياسية في توجيه الخطاب السياسي إلى هذا القطاع ، وقد كان هذا القطاع من أنجح القطاعات في جهاز المخابرات، ويمكن تقدير هذا النجاح عن طريق معرفة شعبية الرئيس «جمال عبد الناصر» في الوطن العربي من هذه الفترة بل وحتى وقتنا هذا
★ وبعدها عمل«نسيم» في قسم «الخدمة السـريــة» وهو القسم المسئول عن زرع الجواسيس ، والمخطط والمدبر لأي عمليات لاختراق أجهزة العدو
.
▪︎▪︎ ولمن لا يعلم فالسيد «محمد نسيم» هو عم الفنانة «يـســرا» أو «سيفين محمد حافظ نسيم»
.
▪︎▪︎ قال رجال الموساد في كتاباتهم عن«محمد نسيم» : ننظر باحترام شديد إلى ذلك الرجل الأسمر الذي أرهقـنا كثيرا و أطار النوم من أعيننا
.
★ كان «محمد نسيم»من ذلك الطراز من الرجال الذي يمتلك قلب أسد ، وعقل الثعلب، وصبر الجمال، واصرار الأفيال ، ولذلك فقد أشتهر بأنه رجل المهام الصعبة ، ويكفي لبيان مدى سمعته الخرافية أن رئيس الجمهورية كان يتصل به مباشرة فى عدد من العمليات فائقة الخطورة والحساسية ، وما أكثرها فى ذلك الوقت
.
★ كانت أولى عمليات «محمد نسيم» التي أكسبته سمعته الرهيبة بين رفاقه هي إعادة تأهيل العميل المصري الأشهر «رفعت الجمال/رأفت الهجان» أو «جاك بيتون»… كان «رفعت الجمال» قد سافر إلى اسرائيل فى منتصف الخمسينيات واستقر بها بعد أن نجح فى زرعه رجل المخابرات العتيد اللواء «عبد المحسن فائق/ محسن ممتاز» ، ومنذ أن تم زرعه في اسرائيل وحتى بداية الستينيات لم تستفد منه المخابرات المصرية شيئا إلا المعلومات التي أرسلها قبيل وأثناء حرب العدوان الثلاثي ، وللحق فلم يكن هذا تقصيرا من «رفعت الجمال» أو أستاذه «عبد المحسن فائق»، بل كانت الظروف أقوى منهما نظرا لضعف الامكانيات التدريبية التي تلقاها رفعت ، وكان جهاز المخابرات لم يزل وليدا في ذلك الوقت، وقد تطور علم المخابرات تطور تطورا مدهشا وسريعا عبر السنوات الخمس التي أمضاها رفعت في اسرائيل، فكانت الحاجة ماسة الى رجل مخابرات من طراز فريد يتمكن أولا من السيطرة على «رفعت الجمال» صاحب الشخصية المتمردة شديدة العناد ويقوم بملئ الفراغ الذي تركه اللواء عبد المحسن فائق فى أعماقه، وذلك حتى يتمكن من اقناعه بمواصلة التدريب والعمل، وكان ضابط الحالة الذي تولى عملية الجمال هو الرائد وقتها «عبد العزيز الطودي» ، وبعد دراسة عميقة لشخصية «رفعت» ومع استحالة عودة اللواء «عبد المحسن فائق» من مقر عمله في الولايات المتحدة في ذلك الوقت لم يجد «عبد العزيز الطودي» إلا قلب الأسد «محمد نسيم» المعروف بقوة شخصيته وصرامته ونبوغه الفائق ، فهو النموذج المماثل لعبد المحسن فائق
.
★ وتم اللقاء بين «نسيم قلب الأسد» وبين «رفعت»، ولم تمض ساعات على لقائهما إلا وكان «محمد نسيم» قد ألقى بغياهب شخصيته القوية الفريدة في قلب ونفس المتمرد النابغة رفعت الجمال ، وكان رفعت الجمال قد أبصر بعيونه عبر المعايشة لليهود كيفية التقدم المدهش في مجال الأمن .. وكان في أمس الحاجة إلى من يريه تفوق بلاده
.
★ وقد كان، فقد تمكن «نسيم» عبر التدريبات المكثفة من اقناع رفعت بمدى التقدم المدهش الذي أحرزه المصريون على الاسرائيليين فى المواجهات المباشرة بينهما ، وبعد أسبوعين من التدريب المستمر والشاق خرج رفعت الجمال في مستوى «ضابط حالة» ، وهو المستوى الأعلى لأي عميل مدني في أجهزة المخابرات ، وأصبح تحت الاشراف المباشر عن بُعد من الضابط «عبد العزيز الطودي» وللتدريب العملي والمتابعة من قلب الأسد «محمد نسيم» ، ليتدفق على مصر سيل منهمر من المعلومات الغاية في السرية التي نجح رفعت في الوصول إليها بعد تدريبه