كتب عبدالله شلبي
في مشهد يفيض روحانية وجمالًا، يسطع اسم المنشد المصري علي الكُردمي الحسيني كأحد أبرز الأصوات الصوفية الشابة التي جمعت بين الأصالة والحداثة، وبين التراث المصري العريق والذوق المعاصر.
ينحدر الكردمي من الأشراف الحسينيين، ونشأ في أسرة طيبة عاشقة لحضرة النبي ﷺ، لتكون بدايته مع المديح منذ نعومة أظافره، حيث بدأ الإنشاد في جامع سيدي الحبيبي وهو لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره.
تتلمذ الكردمي على أيدي كبار المشايخ والمنشدين، منهم الشيخ طه الإسكندراني والشيخ إيهاب يونس، ليشق طريقه بثبات حتى أصبح أحد الأصوات المميزة في ساحة الإنشاد الديني.
وفي سن الرابعة عشرة بدأ يشارك في احتفالات المشيخة العامة للطرق الصوفية ونقابة السادة الأشراف، قبل أن يُمنح عام 2018 لقب منشد المشيخة العامة للطرق الصوفية رسميًا.
عام 2019 انضم الكردمي إلى فريق “نور النبي” للإنشاد الديني، وشارك معهم في حفلات راقية بـ ساقية الصاوي ودار الأوبرا المصرية ومسرح الجمهورية.
وفي 2023 انضم إلى فرقة الحضرة للإنشاد الصوفي، فكانت له مشاركات واسعة في معظم محافظات مصر وخارجها، مقدّمًا أداءً يجمع بين قوة الصوت وصدق الروح.
لم يقتصر حضوره على المسارح فقط، بل امتد إلى الشاشات والإذاعات، حيث شارك في لقاءات تلفزيونية عبر قنوات الناس، المديح، الأهلي، الحياة، وDMC، إلى جانب إذاعة صوت العرب، محققًا قاعدة جماهيرية عريضة تمتد من البسطاء والعامة إلى كبار الشخصيات والمسؤولين، وعلى رأسهم الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية.
أشهر أعماله الفنية تشمل تراكات مميزة مثل:
«أول كلامي بمدح»، «صلاة من الرحمن»، «يا أهل الشمايل»، «إني أحب حسينا»، «يا مواكب النور»، «أخذتم الروح مني في ملاطفة».
كما يُبدع في فن التخمير المصري (الموال الصوفي) ويحيي التراث الشعبي بأنواعه المختلفة مثل تراث الشيخ أحمد برين والسيرة الهلالية، إلى جانب التراث الليبي والمغربي والبدوي.
