مشاهير

غياب دور الاسرة وخاصة الام وعلاقته باضطرابات الشخصية والاضطرابات النفسية لدى الاطفال والمراهقين

كتب – ريم أحمد

شخصية عامة – مقدمة محتوى عن الصحة النفسية (دعم نفسي / إرشادي / توعوي / تربوي)، ومتخصصة في الصحة النفسية والإرشاد النفسي

دراسة تؤكد: مرحلة الطفولة هي الأساس في بناء الشخصية وتحقيق الأمن النفسي لدى الفرد

كشفت دراسة نفسية حديثة عن أهمية مرحلة الطفولة بوصفها من أكثر المراحل العمرية تأثيرًا في تشكيل شخصية الإنسان، إذ تتحدد فيها ملامح النمو النفسي والاجتماعي من خلال ما يتلقاه الطفل من رعاية واهتمام وتنشئة سليمة إلى جانب الخبرات التي تساعده على التكيف مع الحياة مستقبلًا.

وأشارت الدراسة إلى أن السنوات الأولى من عمر الطفل تعد الأكثر حساسية وتأثيرًا، حيث يتعلم خلالها العادات التكيفية ويكتسب مهارات تساعده على التعامل مع الضغوط. كما أوضحت أن حرمان الطفل من الأسرة – وخاصة دور الأم – يؤدي إلى مشكلات نفسية عميقة، أبرزها القلق، انعدام الأمان، والشعور بالعجز

وأكدت الدراسة أن الأم تعد المصدر الأول للأمن النفسي لما تقدمه من دفء وحنان واستقرار عاطفي. فالطفل يبني شعوره بالأمان اعتمادًا على تعامل أمه معه، ويظل هذا الأساس ثابتًا داخل شخصيته ويؤثر في نموه النفسي طوال حياته.

وحذرت الدراسة من أن فقدان الأم أو غيابها بصورة مفاجئة قد يُدخل الطفل في صدمات نفسية تمتد آثارها لفترات طويلة، وقد يصل بعضها إلى اضطراب ما بعد الصدمة، وهو ما يجعل الطفل يعاني من مشكلات في التكيف والانفعال.

كما بيّنت أن الحرمان من الأمن النفسي في الطفولة أكثر خطورة من التعرض له في الرشد، إذ يؤدي في مرحلة الطفولة إلى اختلال التوافق النفسي والعاطفي، وينتج عنه مستقبلاً انخفاض الثقة بالنفس، ضعف التفاعل الاجتماعي، وزيادة مشاعر العداء والقلق.

وأوضحت الدراسة أن هذه العوامل ترتبط بظهور اضطراب الشخصية التجنبية لدى بعض الأطفال، وهو اضطراب يتزايد الاهتمام به مؤخرًا بسبب تأثيره الكبير على العلاقات الاجتماعية والأداء الدراسي، حيث يعاني الطفل من الخوف المستمر من النقد، وتجنب المواقف الاجتماعية، وضعف مهارات التواصل.

وأكد الباحثون أن نقص الرعاية النفسية المبكرة وعدم إشباع الاحتياجات الانفعالية الأساسية للطفل قد يجعل الأمن النفسي مهددًا، خاصة إذا ترافق مع غياب الأم أو فقدانها، مما يؤدي إلى اضطرابات عميقة تمتد لمرحلة البلوغ وما بعدها.

وتختتم الدراسة بالتأكيد على أن الأمن النفسي في الطفولة ليس ترفًا، بل ضرورة أساسية لضمان تنشئة فرد متوازن نفسيًا وقادر على خوض الحياة بثبات وثقة، مشيرة إلى أن دعم الطفل عاطفيًا وتربويًا هو استثمار في مستقبل أكثر أمانًا للمجتمع كله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى