مشاهير

قصة روان ياسين، التي وُلدت من رحم الألم لتصبح اسمًا يُدوَّن في تاريخ العلم والإنساني

قصة روان ياسين، التي وُلدت من رحم الألم لتصبح اسمًا يُدوَّن في تاريخ العلم والإنساني

### **روان ياسين… اصغر وأول رائده أعمال في إفريقيا في المجال الطبي بالذكاء الاصطناعي العبقرية التي خرجت من بين أنقاض الألم لتقود ثورة في الذكاء الاصطناعي الطبي**

**بقلم: محرر الجريدة**

في زمن يعتقد فيه البعض أن النجاح حكر على من وُلدوا في بيئة مثالية أو ظروف ميسّرة، تظهر لنا فتاة شابة من قلب مصر، لتنسف هذه الفكرة تمامًا، وتُثبت أن الشغف يمكنه أن ينتصر على الألم، وأن الإرادة تصنع من الطفلة الضعيفة رائدة تُغيّر وجه الطب في إفريقيا والعالم. إنها **روان ياسين**، أصغر وأول رائدة أعمال إفريقية في مجال الحلول الطبية بالذكاء الاصطناعي، ومؤسسة شركة **RAYMEDAI**.

### **طفولة من نوع خاص… وشغف سابق لعمره**

ولدت روان وعيناها لا ترى فقط الواقع، بل تحلمان بما هو أبعد. منذ طفولتها، كانت أسئلتها غريبة، أفكارها غير معتادة، واهتماماتها غير مألوفة لفتاة في عمرها. لم تكن تُشبه أحدًا في محيطها. تهتم بالفضاء، الطب، الهندسة، الروبوتات، وكانت ترسم رسومات لأجهزة طبية لم تُخترع بعد. لكن هذا التفرّد، لم يُقابل دائمًا بالفخر والدعم، بل كان سببًا في كثير من الألم.

### **مدرسة الألم… وتنمر الرفاق**

كانت روان مختلفة… وهذا في مجتمعٍ يخاف من الاختلاف. عانت في مراحل دراستها من **تنمر شديد من زملائها**، سخروا من طموحها، استهزؤوا بأفكارها، نعتوها بالغريبة، وأحبطوها كثيرًا. كانت في أحيان كثيرة تبكي وحدها، وتتمنى أن تصبح “عادية” فقط لتتوقف نظرات الرفض. لكنها لم تستسلم.

في هذا الظلام، كان هناك بصيص نور… معلم حقيقي، لم يرَ فيها فتاة غريبة، بل رأى عبقرية تتفتح. إنه **الأستاذ شعبان أمين**، مدرس العلوم في المرحلة الإعدادية، الذي وقف في ظهرها كأب، كصديق، كقائد. كان يقول لها أمام الجميع:

> “روان، إنتِ هتبقي حاجة كبيرة جدًا… أنا مش بس فخور بيكي، أنا واثق إنك هتغيّري العالم كله.”

وكان لهذه الكلمات أثر السحر في قلبها. تمسكت بها في كل لحظة ضعف، وكلما سقطت، تذكرت هذا الصوت، فنهضت من جديد.

### **ألم الجسد… ودرس الحياة**

لم تكن حياة روان سهلة حتى من الجانب الصحي. في فترة دراستها، أُصيبت **بمرض أثر على صحتها الجسدية والنفسية**. دخلت المستشفى، وتناولت أدوية أثرت على تركيزها، ومرت بمرحلة من الاكتئاب، الانهيار، والعزلة. لكنها قالت لنفسها:

> “أنا مش هستسلم… أنا لسه عندي حلم لازم أحققه.”

ثم جاءت الصدمة الأكبر… في ذروة جائحة كورونا، أُصيبت روان **بالتهاب رئوي حاد**. حاولت دخول المستشفى لكنها لم تستطع بسبب الزحام والخوف من العدوى. في هذه اللحظة، شعرت بالعجز الحقيقي، ورأت بأم عينيها كيف أن آلاف المرضى يواجهون الموت فقط لأنهم لم يُشخَّصوا في الوقت المناسب.

وهنا، ولدت الفكرة التي ستغيّر حياتها… بل وحياة ملايين المرضى حول العالم.

### **RAYMEDAI… من قلب المعاناة يولد الاختراع**

أسست روان شركة **RAYMEDAI**، منصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تُقدّم حلولًا طبية ثورية، تشخص الأمراض في خلال **٣ ثوانٍ فقط، بدقة تصل إلى 98.9%**، وتدعم الأطباء في اتخاذ القرار، وتقلل من الضغط على المستشفيات.

تستطيع RAYMEDAI تشخيص أمراض متعددة، منها:

– الزهايمر  

– السرطان  

– الالتهاب الرئوي  

– السل  

– أمراض القلب والرئة  

– وأمراض عصبية أخرى

ليس ذلك فقط، بل توفر المنصة:

– ربط مباشر بين المريض والطبيب  

– تخزين آمن وسري للسجلات الطبية  

– اقتراحات ذكية للعلاج  

– طلب أدوية ومستلزمات طبية إلكترونيًا  

– دعم الرعاية عن بعد للمناطق النائية

### **الجوائز والاعترافات العالمية**

تفوقت روان على نفسها، وحصدت الجوائز واحدة تلو الأخرى:

– **المركز الأول في ISEF الدولية**  

– **المركز الأول في NASA Space Apps Challenge**  

– **المركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة “فني مبتكر”**  

– **شهادة تفوق في STS Space Technology**  

– **تكريم من وزارة الشباب والرياضة، وزارة الاتصالات، المركز الاستكشافي، وغيرها**

كما حصلت على **منحة دراسية من MIT** العالمية، ودرست في برامج:

– MIT – OpenCourseWare  

– Harvard – CS50  

– Google – Data Analytics & IT Support  

– Facebook & Instagram Ads  

– HubSpot – Digital & Content Marketing  

– Coursera – Wharton Business Specialization  

– Cisco – Cybersecurity

وحصلت على **دكتوراه فخرية** و**ملكية فكرية لاختراعاتها**، كما أصبحت **مستشارة معتمدة من نقابة مستشاري التحكيم الدولي وخبراء الملكية الفكرية**.

### **رسالة للعالم… من قلب بطلة**

> “أنا عانيت… كتير. في المدرسة، من المجتمع، من المرض، من الوحدة، من نظرات الناس. لكن صدقت حلمي. ودايمًا كنت بقول: لو حد قالك مستحيل، قولّه شوف روان.  

>  

> أنا فخورة إني مصرية. وفخورة إن أستاذ شعبان أمين كان أول واحد آمن بيا.  

>  

> لكل بنت، لكل طفل مختلف، أوعى تخاف من اختلافك… هو ده سر قوتك.”

**روان ياسين**… ليست فقط فتاة نجحت. إنها رسالة حيّة تقول للعالم إن الإنسان قادر أن يخلق من الضعف معجزة، وأن الذكاء لا يحتاج إلا لبيئة تؤمن بكلمة، أن **أنت تستطيع**. روان لم تُولد في ظروف مثالية، بل صعدت من قلب المعاناة، لتُصبح **أيقونة العلم والإبداع في إفريقيا والعالم**.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى