مشاهير

لا تنتظر النصر .. بل اصنع موقفًا يجعله يأتيك

بقلم الكاتب الصحفى : أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻

في زحمة الحياة ، ومع اشتداد المعارك بين الحق والباطل ، نجد أنفسنا نتساءل : متى يأتي النصر ؟ متى ينتهي هذا الظلام ؟ لكن السؤال الحقيقي ليس “متى” ، بل ” أين ” …
أين تقف أنت في هذه المعركة ؟ لأن النصر ليس موعدًا ننتظره ، بل هو نتيجة حتمية لموقف نصنعه .
فالله قد كتب النصر ، لكنه يريد أن يرى أين نضع أقدامنا حين تتعالى الأصوات ، وتتشابك السيوف.

الحياة ليست سباقًا نحو خط النهاية ، بل هي اختبار دائم لثبات القلب ، كم من أناس ضعفوا فسقطوا قبل أن يروا النور ، وكم من آخرين ثبتوا فكانوا جزءًا من صنعه.

فالنصر لا يُقاس باللحظة التي يتحقق فيها ، بل بالخطوات التي قطعناها في الطريق إليه.
لا تشغل بالك بموعده ، فهو آتٍ لا محالة ، لكن اشغل نفسك بالسؤال الأهم : هل أنت مع الحق حتى عندما يكون الصوت خافتًا ، أم أنك تتراجع حين تشتد العاصفة ؟

البعض يظن أن النصر مجرد حدث عابر ، لحظة يصفق فيها الجميع وترتفع الأعلام ، لكن الحقيقة أن النصر يبدأ من الداخل ، من ذلك الاختيار الصامت بين أن تقف شامخًا أو تنحني . إنه ليس مجرد نهاية سعيدة ، بل هو رحلة من التضحيات ، من الدماء التي تسيل ، من الدموع التي لا يراها أحد ، الله لا يحتاج إلى وقت لينصر الحق ، فهو قادر على أن يقول “كُن فيكون” ، لكنه يريد أن يرى من يثبت في الميدان حين يهرب الآخرون.

فلا تبحث عن النصر في الأفق البعيد ، بل ابحث عنه في قراراتك اليومية ، في كلمة الحق التي تقولها حين يخاف الجميع ، في المبدأ الذي ترفض التنازل عنه حتى لو وقفت وحيدًا ، النصر ليس شيئًا ننتظره ، بل هو شيء نستحقه بما نفعله .

فكم من معارك خسرها الناس لأنهم انتظروا النصر بدلًا أن يصنعوه ، وكم من انتصارات تحققت لأن أناسًا قرروا أن يكونوا في المكان الصحيح ، حتى عندما بدا أن كل شيء ضدهم.

فتذكّر دائمًا أن الله كتب النصر للحق ، لكنه لم يكتب لأي أحد مكانه فيه. النصر سيأتي .

لكن السؤال هو : هل ستكون في صفوف المنتصرين أم في قائمة الغائبين ؟ لا تشغل بالك باللحظة التي سيسقط فيها الباطل ، بل اشغل نفسك بما تفعله الآن لتدفع هذا السقوط ، لأن الله ينظر إلى القلوب قبل الأحداث ، وإلى النوايا قبل النتائج.

في النهاية ، اعلم أن النصر ليس مجرد غاية ، بل هو طريق. طريق من الاختيارات الصعبة ، من المواقف الشجاعة ، من الإصرار الذي لا يعرف التراجع.
فلا تسأل متى يأتي النصر ، بل اسأل نفسك كل يوم : هل أنا حيث يجب أن أكون ؟
لأن الله قد هيّأ النصر ، لكنه ينتظر منك أن تختار مكانك … فاختر بعناية ، ففي هذا الاختيار يكون الفوز أو الخسران .
وفيا أيها القارئ الجميل …
النصر لا يحتاج إلى كلام كثير ، بل إلى أناسٍ يصنعون له مكانًا بينهم … فكن واحدًا منهم .

سنلتقى إن كان فى العمر بقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى