لا تيأس … فالليل لا يبقى ، والبحر لا يُغرق مَن صنع الله له قارب النجاة

بقلم : أيمن شاكر
نائب رئيس قسم الأدب
الحياة ليست خطًّا مُستقيمًا ، بل سفرٌ طويل تتلاطم فيه الأمواج ، وتُغلَق فيه الأبواب ، وتُسكَب الدموع ، لكنَّ الله لم يخلق العُسر لِيُدمِّرنا ، بل ليُعلِّمنا أن نُحلِق فوق السحاب حين تنكسر الأجنحة .
يوسف أُلقي في الجُبِّ ثم في السجن ، فظنَّ المُشكِّكون أنَّ نهايته أتت … لكنَّ الله كان يكتب له مُلكًا عظيمًا ، ويصنع من ظُلم البشر سُلَّمًا إلى المجد ، ليكن عزيز مصر .
وموسى هرب خائفًا من فرعون ، فظنَّ الجُبناء أنَّ رحلته انتهت … لكنَّ الله كان يُعِدُّه ليعودَ مُمسكًا بعصاه ، ليُشق البحر ويُحرِّر أمةً من الظلام.
وأيوب … أبتلى ببلاءٌ يُذيب الجبال ، لكنَّ صبره كان بذرةً أعادت له الصحّة ، وملأَت أيامه بركاتٍ لا تُحصى.
فلا تظنَّ أنَّ انكسارك نهايةٌ ، ولا تَخَف من صمت الله حين تُتمسك برحمته ، وتنتظر إستجابته ، فهو لا يُؤخر إجابةً إلا لِيُعطيك أفضل مما تطلب ، ولا يُغلق بابًا إلا لِيَفتح لك أبوابًا لا تُسعها خيالاتك.
ربما تكون في أقسى لحظاتك الآن ، وتشعر أنَّ الظلام إبتلع نجمك … لكنَّ الله يكتبُ لك من القصّة فصلًا يَبهَرُ الكون.
فلا تيأس … فالليل لا يبقى ، والبحر لا يُغرق مَن صنع الله له قارب النجاة.
فإصبر … فما بعد العُسر إلا اليُسر ، وما بعد الابتلاء إلا إبتسامةٌ تُزهر في عين الأمل قبل عينيك.
فكن متذكراً دوماً
أن ليست النهايةُ أن تسقطَ ، بل أن تنسى أنَّ قوة الله ترفعُك .
وليست الهزيمةُ أن تُجرَح ، بل أن تظنَّ أنَّ الله تخلى عنك .
فالسماء لا تمطرُ دائمًا شمساً ، لكنَّ كلَّ غيمةٍ تحملُ في بطنها بَرَكةً تنتظرُ لحظة إنهمارها .
فثق بالله دائماً … فربما تأخرت الإجابةُ ، لأنَّ الله يُزيّنها ، وربما إبتعدت الأمنيةُ لأنَّه يُعلّمك أن تصلَ إليها بقلبٍ جديد .
فلا تقُل ” انتهيتُ ” ، بل قُل ” الآن بدأت ”
فالله لم يُحصِ دموعك لِيُذلِّك ، بل لِيُحصيَ لك أجرَ الصابرين ، ويُعطيك فرحةً تنسيك كلَّ ألمٍ مضى ، فالذين يظنون أن البلاء غضب من الله … لم يعرفوا الله بعد .
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه