عباس الرحية… صانع محتوى سوري يضحك الناس ويحلم بالشاشة الكبيرة

عباس الرحية… صانع محتوى سوري يضحك الناس ويحلم بالشاشة الكبيرة
في زمن أصبحت فيه المنصات الرقمية نافذة الشباب نحو الجمهور، يبرز اسم عباس الرحية كأحد صناع المحتوى الكوميدي في سوريا، الذي استطاع أن يرسم الابتسامة على وجوه الآلاف بمحتواه العفوي والقريب من الناس.
عباس الرحية، من مواليد عام 1996 في مدينة اللاذقية، شغوف بالفن منذ طفولته. نشأ في بيئة تحب التمثيل والمسرح، ما دفعه لاحقًا لدراسة التمثيل وصقل موهبته عبر الورشات التدريبية والتجارب العملية، ساعيًا لأن يحقق حلمه الأكبر: أن يصبح ممثلًا محترفًا على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا.
بدأ عباس مسيرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قدّم فيديوهات قصيرة بأسلوب ساخر، يعكس فيها مشاهد من الحياة اليومية السورية بمواقف طريفة واجتماعية، مستخدمًا أدوات بسيطة، لكنه اعتمد على طاقته التمثيلية وصدقه في الأداء. سرعان ما لاقى محتواه رواجًا بين الجمهور، وبدأت صفحاته على فيسبوك وإنستغرام وتيك توك تستقطب المتابعين الذين أحبوا عفويته وقربه من الواقع.
لكن مسيرة عباس لم تكن سهلة، فقد واجه عدة صعوبات في بداياته، منها ضعف الإمكانيات التقنية التي اضطر بسببها لاستخدام معدات بسيطة جدًا لتصوير فيديوهاته، مما أثر أحيانًا على جودة المحتوى. كما عانى من نقص الدعم المادي والمعنوي في مجتمع يفتقر أحيانًا إلى تقدير فن الكوميديا وصناع المحتوى المستقلين، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلد. بالإضافة إلى ذلك، واجه تحديات في جذب الانتباه وسط كم هائل من المحتوى المتنوع على منصات التواصل، مما استدعى منه الاجتهاد والتجديد المستمر لإبقاء محتواه مميزًا وجاذبًا.
يعتمد عباس على نصوص يكتبها بنفسه، وغالبًا ما يجسّد أكثر من شخصية في نفس الفيديو، مستخدمًا إمكانياته كممثل شاب يجيد تقمّص الأدوار، خصوصًا الأدوار الكوميدية التي تحتاج إلى خفة ظل وسرعة بديهة.
يؤمن عباس أن الضحك رسالة، وأن الكوميديا وسيلة راقية لمعالجة قضايا المجتمع، ويطمح لأن ينتقل من الشاشة الصغيرة على السوشال ميديا إلى الشاشة الكبيرة، سواء في التلفزيون أو السينما.
ويقول: “كل فيديو بصوره هو خطوة صغيرة نحو حلمي. بحلم كون ممثل حقيقي، أشتغل بأعمال درامية وكوميدية توصل للناس وتحكي عنهم.”
رغم التحديات التي يواجهها الشباب في مجال الفن بسوريا، يستمر عباس الرحية بصناعة محتوى هادف، يجمع بين الابتسامة والرسالة، ويأمل أن يحمل المستقبل فرصًا تليق بموهبته وطموحه.