محمد حافظ أغا.. عاشق التراث ومؤرخ الفيوم

محمد حافظ أغا.. عاشق التراث ومؤرخ الفيوم
من قلب محافظة الفيوم، وتحديدًا منذ عام 1973، وُلد الكاتب والباحث التاريخي محمد حافظ أغا، الذي استطاع أن يترك بصمة بارزة في ساحة الكتابة التاريخية، من خلال أعماله المتنوعة التي تجمع بين التوثيق الدقيق والحس الأدبي المتذوق لجماليات التاريخ والتراث.
أغا، الذي يُعد من عشاق التراث المعماري الإسلامي، وخصوصًا الحقبة المملوكية وتراث الأسرة العلوية، قدم عددًا من المؤلفات التي لاقت صدى واسعًا في معارض الكتب وعلى منابر الندوات الثقافية. من بين أبرز أعماله كتاب “الزراعة في عهد محمد علي باشا (صفحات عن الفيوم)”، الذي وثّق فيه ملامح الحياة الزراعية في تلك الحقبة التاريخية المهمة، فضلًا عن كتابه الشهير “رجال حول القلعة”، والذي قدّم فيه صورة بانورامية عن رجال دولة محمد علي باشا، كاشفًا عن جوانبهم الشخصية وأصولهم وأنسابهم، وكذلك وزراء مصر في عهده وعهود أبنائه.
ولم يغب أغا طويلًا عن الساحة، إذ عاد ليقدم لنا كتابًا وثائقيًا يحمل عنوان “حدث على بحر يوسف”، وثّق فيه كفاح أبناء الفيوم خلال ثورة 1919، موثقًا دورهم النضالي في مقاومة الاستعمار، ليضع بذلك سجلًا منسيًا بين يدي الأجيال الجديدة.
وفي ظل التحولات التنموية التي تشهدها مصر مؤخرًا، حرص الكاتب على مواكبة الواقع برؤية أدبية، فكتب قصة قصيرة بعنوان “حكايات عزبة كريمة”، تناول فيها الأثر الإنساني والاجتماعي الذي أحدثه مشروع “حياة كريمة” على سكان القرى والمناطق العشوائية، في لغة سردية تمزج بين الواقع والأمل.
بعيدًا عن كتبه، يحرص محمد حافظ أغا على التفاعل المباشر مع الجمهور من خلال مشاركاته المستمرة في الندوات الحوارية وإلقاء المحاضرات داخل المدارس وقصور الثقافة، حيث تأتي مساهماته دائمًا في إطار وطني يهدف إلى رفع الوعي وتعميق الانتماء.
كاتب لا يكتب للتأريخ فقط، بل لتجسيد نبض الشعوب وروح الأماكن، فكان محمد حافظ أغا صوتًا أمينًا على ذاكرة الفيوم وتاريخ مصر.