
محمد رمضان .. مهندس ميكانيكا ورائد في تطوير المهارات التكنولوجية
في قلب مدينة أسوان النابضة بالحياة وُلد محمد رمضان في 16 أغسطس 1998 حيث نشأ في بيئة جمعت بين الالتزام الديني وحب الرياضة خاصة كرة القدم ورغم أصوله القنائية فإن أسوان كانت شاهدة على سنوات تكوينه الأولى حيث بدأ رحلة حفظ أجزاء من القرآن الكريم ما يعكس انضباطه المبكر
لم يكن طريق محمد سهلاً فقد تبلورت تطلعاته خلال المرحلة الثانوية حيث كان يطمح لدراسة الهندسة والتحق بكلية الهندسة وبالرغم من ميوله الأولية نحو الهندسة الكهربائية اكتشف شغفه الحقيقي بالهندسة الميكانيكية بعد البحث والتعمق في تخصصاتها وانجذب إلى عالم المحركات والمضخات والتوربينات مما دفعه لاختيار هذا المجال خاصة مع تدهور القطاع في مصر ورغبته في المساهمة في تطويره
بدأ محمد مسيرته العملية كمساعد صيدلي في “صيدليات عابدين” بأسوان حيث أثبت كفاءته ليترقى إلى منصب مسؤول مشتريات لكنه لم يتوقف عند هذا الحد فقد وجد شغفه في مجال التدريب والتعليم فانضم إلى قطاع المراكز التعليمية كمسؤول ومطور تعليمي ورغم التحديات التي واجهها أصر على تقديم خدمات تعليمية عالية الجودة
بهدف تطوير الجانب التكنولوجي في صعيد مصر أسس محمد منصة تعليمية تحت اسم “IT Skills” والتي تحولت لاحقًا إلى مؤسسة رسمية مسجلة وتوسعت المؤسسة لتشمل محافظات مثل أسوان والأقصر وقنا وسوهاج والقاهرة مستهدفة تدريب الشباب والأطفال على مهارات التكنولوجيا الحديثة مثل ICD، MOS وتصميم الجرافيك وتحليل البيانات والبرمجة كما تعاون مع أكثر من 25 نشاطًا طلابيًا لتقديم ورش تدريبية مجانية
سعى محمد برفقة فريق من المهندسين إلى إطلاق مبادرة “الهندسة بدون كورسات” وهي منصة تهدف لتوفير ورش عملية مجانية في مختلف التخصصات الهندسية لمساعدة الطلاب على دخول سوق العمل دون الحاجة لدورات باهظة الثمن ورغم العقبات التي واجهت المشروع فإنه يطمح إلى إعادة إطلاقه بخطة أقوى قريبًا
خلال دراسته الجامعية شارك محمد في تأسيس فريق “X Project Aswan” وهو نشاط طلابي يهدف إلى تقديم تدريبات مجانية في مجالات مثل الموارد البشرية والتسويق وخدمة العملاء وتصميم الجرافيك وريادة الأعمال كما نظّم الفريق مؤتمرًا للتنمية البشرية بحضور شخصيات بارزة مثل الدكتور سيد الفقي وشخصيات قيادية في أسوان
يرى محمد أن مصر بدأت تتقدم في المجال التكنولوجي لكن لا تزال هناك تحديات مرتبطة بالبنية التحتية والربط الإلكتروني بين المؤسسات ويؤكد أن التحول الرقمي لا يقتصر على استخدام التكنولوجيا بل يتطلب تحسين المهارات الرقمية للمواطنين لضمان استدامة التطور
كجزء من مساعيه لنشر المعرفة الهندسية يشغل محمد منصب سفير BIM Arabia في أسوان حيث يعمل على تعزيز استخدام تقنيات التصميم الهندسي الحديثة ويسعى إلى جعل BIM جزءًا من عملية التخطيط الهندسي في المشروعات المحلية ما يعكس رؤيته نحو تطوير القطاع الهندسي في الصعيد
وعلى مدار خمس سنوات عمل محمد على تدريب آلاف الشباب في مجالات متعددة عبر مراكز تدريبية ومبادرات تعليمية بهدف تحسين كفاءتهم ومساعدتهم على دخول سوق العمل بمهارات قوية ويرى أن التدريب المستمر هو مفتاح النجاح خاصة في ظل التطورات السريعة في سوق التكنولوجيا
يؤكد محمد أن التحول الرقمي ليس خيارًا بل ضرورة حيث أصبح عنصرًا رئيسيًا في مختلف القطاعات ويشدد على أهمية تدريب الأفراد على المهارات الرقمية بدءًا من أساسيات الحاسوب وبرامج الأوفيس وصولًا إلى مجالات متقدمة مثل البرمجة وتحليل البيانات والأمن السيبراني
يطمح محمد رمضان إلى توسيع نطاق مؤسسته وتدريب أضعاف العدد الذي دربه حتى الآن مع التركيز على تطوير التكنولوجيا في صعيد مصر كما يسعى إلى تعزيز الوعي الهندسي والتقني بين الشباب لإعداد جيل قادر على قيادة التطور الرقمي في مصر