
كتب: عبدالله شلبي
مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث تتجلى الأجواء الروحانية وتعلو أصوات المحبين والمادحين في بقاع الأرض، تتجه الأنظار إلى “فرقة نور النبي” للإنشاد الديني، تلك الكوكبة المضيئة التي تأسست في نوفمبر 2017 بقيادة المنشد القدير الشيخ عبد الله بكير، لتصبح خلال سنوات قليلة أحد أهم الرموز الفنية التي تحمل راية المديح النبوي وتراث الإنشاد الصوفي العريق.
فرقة وُلدت كبيرة، فمن لحظة ميلادها، أثبتت “نور النبي” أنها ليست مجرد مجموعة من الأصوات، بل كيان فني متكامل يحمل رسالة سامية. ومنذ انطلاقتها، وضعت الفرقة لنفسها هدفًا واضحًا: تقديم الإنشاد الديني في ثوب جديد، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويحمل المديح النبوي إلى كل بيت وكل قلب رسالة سلام للعالم.، حيث يضم فريق العمل نخبة من المنشدين الشباب الذين تميزوا بأصوات ندية عذبة، وأخلاق رفيعة جعلت منهم قدوة فنية وإنسانية في آن واحد. وتحت قيادة الشيخ عبد الله بكير، الذي كرّس حياته لفن المديح النبوي، تحولت الفرقة إلى مدرسة خاصة تجمع بين الإتقان الفني والتأصيل الروحاني.
تتميز فرقة نور النبي بقدرتها على المزج بين الألوان الموسيقية المختلفة. فهي تستلهم من التراث الصوفي أعمق معانيه، وتعيد إحياء قصائد كبار المشايخ، وفي الوقت ذاته تستخدم الآلات الشرقية الأصيلة والآلات الغربية الحديثة، لتخلق حالة فنية فريدة تُشبع الذوق العام وتجمع بين الطرب والروحانية. هذا التنوع جعل من كل أمسية للفرقة رحلة روحية وفنية في آن واحد، مما جعلها محط أنظار الجميع، كما قدمت “نور النبي“ خلال سنواتها القليلة الماضية مكتبة ضخمة من الأعمال المتنوعة، التي شملت قصائد من التراث وأخرى معاصرة، لتترك بصمة فنية واضحة في ساحة الإنشاد الديني. كل عمل يحمل رسالة خاصة، وكل لحن يروي قصة من قصص العشق المحمدي.
اليوم، ومع اهتمام الدولة المتزايد بإحياء المناسبات الدينية والاحتفاء بالموروث الروحي للأمة، أصبحت فرقة نور النبي شريكًا أساسيًا في هذه الفعاليات، حيث تشارك في العديد من الاحتفالات الرسمية، وتضفي على الأجواء بعدًا روحانيًا يلامس القلوب.، ولم تتوقف الفرقة عند ما حققته من نجاحات، بل تواصل استعداداتها لإطلاق مجموعة من المفاجآت الفنية الجديدة، التي ستعيد صياغة مفهوم الإنشاد الديني في ثوب عصري أكثر اتساعًا. لتظل رسالة المديح النبوي منارة تضيء دروب المحبين في كل مكان.
ليست “نور النبي” مجرد فرقة إنشاد، بل حالة فنية وروحية تلامس وجدان الأمة وتنشر رسالة محبة. إنها جسر يصل بين الماضي والحاضر، بين الأصالة والتجديد، وبين الفن والروح. وبقيادة رشيدة وأصوات منشدين يحملون نور الرسالة، تمضي الفرقة في مسيرتها لتؤكد أن الإنشاد الديني ما زال قادرًا على أن يكون فنًا عالميًا يحمل روح الإسلام وجماله ورسالته السمحة إلى العالم أجمع.