اخبار اليوم

من القرى المنسية إلى خريطة التطوير : النائب نافع التراس يكتب فصلاً جديداً لخدمات البريد في الحسنيين والجلاتمه

نواب وأحزاب

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
نائب رئيس قسم الأدب

في قلب القرى التي طالما شعرت بالنسيان ، يكتب النائب نافع التراس فصلًا جديدًا من التحدي والإنجاز ، حيث حوَّل أحلام أهالي الحسنيين والجلاتمه إلى واقع ملموس عبر مشروع تطوير مكاتب البريد ، ليُثبت أن التغيير يبدأ بخطوة شجاعة تُلامس احتياجات الناس قبل أحجار المباني.

الرؤية : جسر بين الماضي والمستقبل

انطلق التراس من قناعةٍ مفادها أن تطوير البريد ليس ترفاً ، بل ضرورةٌ لربط المجتمع بقلب الدولة. ففي المناطق النائية ، حيث تُقاس الحياة بساعات الانتظار تحت الشمس ، كان غياب الخدمات الأساسية يشكل عائقاً يومياً .
هنا ، تحولت فكرة تطوير 3840 مكتب بريد إلى خطة عمل استراتيجية ، تدمج بين التكنولوجيا الحديثة والاحتياجات المجتمعية ، لتكون الحسنيين والجلاتمه نموذجاً يُحتذى به.

معارك التطوير : إرادة تصنع المستحيل

لم تكن الرحلة سهلة ؛ فالصعوبات بدأت من انتقادات حول أولوية الشكل على الجوهر . لكن التراس ، بالشراكة مع الهيئة القومية للبريد ، حوَّل التحديات إلى فرص عبر :
١- دمج الذكاء الاصطناعي : استخدام أنظمة تتبع الطرود الذكية لضمان كفاءة الخدمات.
٢- الطاقة الخضراء : تشغيل المكاتب بالطاقة الشمسية ، تماشياً مع توجهات الدولة نحو الاستدامة.
٣- التضمين الاجتماعي : تخصيص مساحات داخل المكاتب لتدريب الشباب على المهارات الرقمية.

الحسنيين والجلاتمه : من مراكز إشعاع إلى نماذج عالمية
كان افتتاح المكتبين علامة فارقة في تاريخ القريتين . ففي الحسنيين ، تحول مكتب البريد إلى مركزٍ متعدد الخدمات يقدم حلولاً للتمويل متناهي الصغر ، بينما أصبح مكتب الجلاتمه محطةً ثقافية تستضيف معارض الحرف اليدوية. ولم يغفل المشروع الجانب الجمالي ؛ حيث حافظ على الطراز المعماري الفريد ، ليبقى التراث حاضناً للتحديث.

التأثير : حين يصبح البريد قصة إنسانية
لم يقتصر الأثر على توفير الخدمات ، بل تجاوزه إلى خلق مجتمعٍ أكثر تماسكاً .
ففي الحسنيين ، ساهمت مشاريع التمويل الصغير في دعم سيدات القرية لإنشاء مشاريع صغيرة، بينما حوّل الشباب في الجلاتمه المكتب إلى منصةٍ لإطلاق مبادرات تطوعية. هذه النقاط ليست مبانٍ إدارية فحسب ، بل شواهد على نجاح مبادرة “حياة كريمة” التي طالت 907 مكتب بريد في ربوع مصر.

في النهاية ، يترك نافع التراس إرثاً يُذكِّرنا بأن العطاء هو اللغة الحقيقية للقيادة . فوراء كل حجرٍ في مكتبي الحسنيين والجلاتمه ، هناك قصة أمٍّ لم تعد تُهدر وقتها في الانتظار ، وشابٍ وجد فرصته في قريةٍ كانت بالأمس خارج الخريطة . هذا المشروع ليس مجرد خطوة في طريق التطوير ، بل هو إثباتٌ أن الإرادة تصنع المعجزات حين ننحني لنرفع الآخرين .

فالتقدم الحقيقي يبدأ حين نزرع الأمل في الأماكن التي يظن الآخرون أنها بلا ظلٍ ولا ماء .

حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى