📰 مهرجان الجونة السينمائي… بريق زائف على سجادة من الغرور
✍️ بقلم: شعبان إبراهيم مرسي الزيني
كاتب وصحفي مصرى
مقدمة:
بينما كان الهدف المعلن من مهرجان الجونة السينمائي هو إحياء دور الفن السابع ودعم صُنّاع السينما، تحوّل الحدث في نظر كثيرين إلى ساحة للجدل والاستعراض، أكثر منه احتفالًا حقيقيًا بالإبداع. فكل عام تتكرر المشاهد ذاتها: كاميرات تلاحق الفساتين، وإطلالات تسرق الأضواء من الأفلام، ليغدو المهرجان في نظر جمهوره بريقًا زائفًا على سجادة من الغرور.
الموضة أولًا… والفن في المؤخرة
من يشاهد تغطية المهرجان يظن أنه أمام أسبوع الموضة في باريس، لا فعالية فنية في مدينة مصرية ساحلية.
التركيز المبالغ فيه على الإطلالات جعل السجادة الحمراء تتحول إلى منصة للأزياء لا للسينما، وصرنا نسمع أسماء المصممين أكثر من أسماء المخرجين.
الفن أُقصي من الصورة، لتحل مكانه مشاهد استعراضية تبحث عن “التريند” لا عن القيمة.
السينما الغائبة… والمصالح الحاضرة
المهرجان، الذي يُفترض أن يكون منبرًا للنقاش الثقافي، أصبح مغلقًا على دوائر معينة من المشاهير والوجوه اللامعة.
الندوات والحوارات النقدية تكاد تختفي أو تمر مرور الكرام، بينما يحتل الاهتمام بالتصوير ووسائل التواصل الاجتماعي واجهة الحدث.
تحول المهرجان إلى رمز لسطحية المشهد الفني العربي، حيث تتقدم العلاقات والمظاهر على حساب الموهبة والرسالة.
بريق بلا مضمون
قد يُبهرك التنظيم والإضاءة والموسيقى، لكن خلف هذا البريق، تظل السينما الحقيقية غائبة.
الحدث الذي يُفترض أن يكون مساحة لتبادل الخبرات ودعم الإنتاج، أصبح نموذجًا لاستعراض القوة الإعلامية والمالية، دون أثر فني يُذكر.
إن الفن لا يُقاس بعدد العدسات التي تُسلط عليه، بل بقدر ما يتركه في وجدان الناس من أثرٍ وصدق.
الخلاصة
مهرجان الجونة السينمائي ليس مجرد احتفال بالسينما، بل انعكاس لزمنٍ اختلطت فيه المفاهيم بين الشهرة والفن، والمظهر والجوهر.
ورغم ما يملكه من إمكانيات ضخمة، فإنه ما زال بحاجة إلى روح السينما التي غابت وسط صخب الأزياء وضوء الكاميرات.
فالفن لا يعيش في الأضواء البراقة، بل في العقول التي تفكر، والقلوب التي تشعر.
✍️ بقلم: شعبان إبراهيم مرسي الزيني
كاتب وصحفى مصرى
