مشاهير

وداعاً نائب الخدمات في كل دورة انتخابية، يتكرر المشهد: يبحث الناخب عن المرشح الذي يقدم له “الخدمة” الفردية أو “المساعدة” الشخصية

وداعاً نائب الخدمات

في كل دورة انتخابية، يتكرر المشهد: يبحث الناخب عن المرشح الذي يقدم له “الخدمة” الفردية أو “المساعدة” الشخصية، بينما يراهن المرشح على قوة “المال السياسي” وتأثيره. لقد حان الوقت لنقف ونتساءل: هل هذا هو الدور الحقيقي لعضو مجلس النواب؟ وهل هذا النوع من الاختيار يخدمنا ام يخدم النائب فقط؟

إن عضو مجلس النواب هو في المقام الأول مشرِّع ومراقب. وظيفته الأساسية هي سن القوانين والتشريعات التي تؤثر في حياة الملايين، ومراقبة أداء الحكومة في تنفيذ هذه القوانين. هذه مهمة مصيرية تتطلب عقلية متخصصة ورؤية عميقة، لا مجرد القدرة على جلب خدمة فردية أو تقديم “مجاملة” شخصية.

القانون: احتياج المجتمع لا خدمة فردية

علينا أن ندرك أن القانون والتشريع هو احتياج للمواطن قبل أن يكون احتياجاً للدولة. إن القانون هو الأداة التي تنظم علاقاتنا جميعاً، وتحدد شكل مستقبلنا الاقتصادي والاجتماعي. عندما يصدر قانون خاطئ أو غير مدروس، فإن الضرر لا يقع على فرد واحد، بل يطال آلاف الأسر، ويسبب تخبطاً على مستوى الدولة، تماماً كما رأينا في الجدل حول بعض قوانين الإيجارات أو الضرائب.

ضرورة تغيير ثقافة الاختيار

التحول يبدأ بنا. يجب أن نغير ثقافتنا في الاختيار، وأن نعتبر المال السياسي والخدمات الفردية عائقاً، لا ميزة. إن قوة صوتك تتجاوز أي مبلغ مالي. لا تدع ثروة المرشح تشتري مستقبلك ومستقبل أبنائك. يجب أن يكون مقياسنا الوحيد هو التخصص والخبرة والرؤية.

كيف نختار نائبًا يخدم الأمة؟

• ابحث عن المؤهل: اسأل عن مؤهلات المرشح، وتخصصه، وخبرته العملية. هل لديه القدرة على صياغة ومناقشه تشريع وقانون اقتصادي أو اجتماعي سليم؟

• قيِّم الرؤية: هل يركز المرشح على حل المشكلات الكلية التي تواجه المجتمع (مثل التعليم، الاستثمار، التشغيل)، أم يركز فقط على مشاكل الحي الفردية؟

• طالب بالنزاهة: اختر من يعلن صراحةً اعتماده على فكره وليس على ماله.

إن صوتك ليس مجرد وسيلة لطلب خدمة شخصية، بل هو أداة لصناعة تشريع يحسن حياة الجميع. حان الوقت لنثبت أن المجتمع قد نضج، وأن الخيار أصبح للكفاءة والرؤية، لا للخدمات الزائلة أو المال الفاسد.

د. محمد معوض

Phd دكتوراه الفلسفه فى اداره الاعمال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى