مشاهير

“مارتن لوثر لن يأتي مرتين” بقلم منال صادق

“مارتن لوثر لن يأتي مرتين”

المصلح الذي صمد في وجه العصور الوسطى..لن يأتي مرتين.

:- لم يكن مارتن لوثر أول مَن امتلك أفكارًا عصرية في العصور الوسطى، ولكنه كان آخر مُصلِح ديني شهدته تلك العصور، إذ نجحت الإصلاحات التي أجراها في تغيير الموقف العام داخل أوروبا، بينما فشل الآخرون في ذلك. فلو لم تقم “حركة الإصلاح الديني” التي تجاوزت شخص لوثر وأتباعه الأوائل، لظل لوثر مجرد ناقد آخر عاثر الحظ للكنيسة الرومانية في العصور الوسطى، وربما كان سيُعدَم شأن غيره من المصلحين المخلصين الذين خلَّفوا ميراثًا متواضعًا على أفضل تقدير.

:- حركة الإصلاح الديني

كانت حركة الإصلاح الديني التي أطلقها لوثر في القرن السادس عشر ذات تأثير واسع، وتجاوزت حدود الأفراد والأفكار لتصبح حركة جماهيرية حظيت بتأييد سياسي كبير في عام 1517، عندما علّق لوثر “الأطروحات الخمس والتسعين” على باب كنيسة القلعة في فيتنبرغ، لم يكن يتوقع أن تكون هذه الخطوة بداية لتحول ديني واجتماعي كبير في أوروبا.

” لوثر والنجاة من الإعدام”

في مدينة فورمس، يوجد نصب تذكاري يخلِّد ذكرى مارتن لوثر، ويحيي أيضًا ذكرى أربعة مصلحين سابقين له تم إقصاؤهم عن الكنيسة الرومانية، هؤلاء المصلحون هم:

يان هوس من بوهيميا

سافونارولا من إيطاليا

جون ويكليف من إنجلترا

بيتر فالدو من فرنسا

وقف لوثر في المنتصف، كونه الوحيد الذي صمد في وجه الحرمان من الكنيسة وخطر الإعدام، ليصبح بطلًا في أعين بروتستانتيي القرن التاسع عشر الذين شيدوا هذا النصب التذكاري.

ورغم أن المصلحين السابقين لمارتن لوثر قدموا أفكارًا مشابهة وطالبوا بإصلاح الكنيسة، إلا أنهم لم يتمكنوا من إحداث التأثير الذي أحدثه لوثر ويعود ذلك لعدة أسباب، منها:

1:- المدى الجغرافي لحركة الإصلاح

لم يتمكن أي من المصلحين السابقين من إطلاق حركة دينية بلغت المدى الجغرافي الذي حظيت به حركة الإصلاح الديني البروتستانتي في القرن السادس عشر.

2:- التأييد السياسي:

حظيت حركة الإصلاح البروتستانتي بتأييد سياسي كبير من العديد من الحكام والنبلاء الأوروبيين، مما ساعدها على الانتشار والصمود.

3:- التوقيت التاريخي:

جاءت أفكار لوثر في وقت كانت فيه أوروبا مستعدة للتغيير، حيث كان هناك شعور عام بعدم الرضا عن ممارسات الكنيسة الكاثوليكية..

ويعتبر “مارتن لوثر” شخصية فريدة في تاريخ العصور الوسطى.

نجاحه في تحقيق الإصلاح الديني وصموده في وجه الحرمان من الكنيسة وخطر الإعدام جعل منه أكثر المصلحين تأثيرًا في عصره.

وحظيت حركة الإصلاح الديني التي أطلقها لوثر بتأييد سياسي وشعبي كبير، مما مكنها من الانتشار على نطاق واسع وتغيير وجه المسيحية في أوروبا، وبذلك تميز لوثر عن المصلحين السابقين له، وترك إرثًا لا يُمحى في التاريخ الأوروبي والديني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى