مشاهير

سعد بن فايز بن سعد الصريطي: شاعر سعودي يجسد الروح الإماراتية في قصائده

سعد بن فايز بن سعد الصريطي: شاعر سعودي يجسد الروح الإماراتية في قصائده

مقدمه

في العالم العربي، خاصة في دول الخليج، يحتل الشعر مكانة مرموقة باعتباره تعبيرًا عن الهوية والتراث والثقافة. وبين هؤلاء الشعراء البارزين يظهر سعد بن فايز بن سعد الصريطي، الشاعر السعودي الذي استطاع أن يترك بصمة لا تُمحى في الساحة الأدبية الخليجية، وبالأخص في دولة الإمارات. من خلال قصائده التي تعكس انتماءه العميق وحبه للإمارات، إلى جانب ولائه لوطنه السعودي، يتميز سعد بأسلوبه الشعري الفريد الذي يمزج بين الثقافة السعودية والتراث الإماراتي.

سعد الصريطي: شاعر سعودي بنكهة إماراتية

على الرغم من أن سعد بن فايز بن سعد الصريطي هو شاعر سعودي الأصل والجنسية، إلا أن علاقته الوثيقة بدولة الإمارات العربية المتحدة جعلت منه شاعرًا إماراتيًا بالروح. منذ صغره، كان مفتونًا بالثقافة الإماراتية والفنون التقليدية التي تجسد الهوية الوطنية للإمارات. هذه العلاقة الوثيقة مع الإمارات لم تكن مجرد حالة من الانجذاب الثقافي، بل أصبحت جزءًا من تكوينه الشعري.

وقد برز سعد بشكل خاص في المناسبات الوطنية الإماراتية، حيث كان دائمًا يقدم قصائد تحتفي بهذه البلاد وتعبر عن فخره بانتمائه الروحي لها. من خلال قصائده، استطاع أن يوصل مشاعر الحب والولاء للإمارات وشيوخها، مما جعله يحظى باحترام وتقدير واسع من قبل الجمهور الإماراتي.

قصائد وطنية تجسد الفخر والانتماء

أحد الجوانب الرئيسية التي جعلت من سعد الصريطي شاعرًا مؤثرًا هو قدرته على صياغة قصائد وطنية تعبر عن الفخر والانتماء لدولة الإمارات. في العديد من المناسبات الوطنية، كان سعد يشارك بقصائده التي تمجد التاريخ الإماراتي، وتسلط الضوء على إنجازات البلاد في مختلف المجالات.

إحدى أبرز قصائده التي لاقت إشادة كبيرة كانت تلك التي قدمها لسمو الشيخ محمد بن سرور النهيان، وهي قصيدة تُعبر عن فخره بالإنجازات التي حققتها الإمارات تحت قيادة شيوخها. هذا العمل كان واحدًا من العديد من القصائد التي تعكس العلاقة العاطفية القوية التي تربط سعد بالإمارات. ولم تكن هذه القصائد مجرد كلمات، بل كانت تعبيرًا عن تجربة شعرية عميقة تعكس تقديرًا حقيقيًا لأرض الإمارات وشعبها.

التعاون مع شعراء الإمارات: تأكيد على وحدة المصير

إلى جانب مشاركاته الفردية، كان سعد دائمًا على استعداد للتعاون مع شعراء إماراتيين معروفين، وهو ما ساهم في تعزيز دوره كشاعر خليجي مشترك. أحد أبرز هذه التعاونات كانت مع الشاعر الإماراتي حمد بن عبدالله الكعبي، الذي يُعرف بلقب “حنجرة الإمارات”. هذه الشراكة الشعرية لم تكن مجرد تعاون مهني، بل كانت رمزًا لوحدة المصير الثقافي بين الإمارات والسعودية.

عمل سعد أيضًا مع الشاعر محمد بن زعل في مناسبات عدة، حيث كانت هذه التعاونات الشعرية تعكس قوة الترابط بين شعراء الخليج. هذا النوع من التعاون الثقافي بين شعراء الدول الخليجية يعزز من روح الوحدة والترابط بين المجتمعات الخليجية، ويساهم في نشر الثقافة الخليجية على مستوى أوسع.

سعد الصريطي والفنون التراثية الإماراتية

إلى جانب موهبته الشعرية، يمتلك سعد الصريطي حبًا خاصًا للفنون التراثية الإماراتية مثل العيالة والحربية. هذه الفنون التقليدية، التي تعكس أصالة وتاريخ الإمارات، ألهمت سعد في العديد من قصائده. فقد شارك في العديد من الفعاليات التي تجمع بين الشعر والأداء التراثي، مما جعله يجسد التراث الإماراتي في أعماله.

تُعتبر العيالة، وهي فن جماعي يتضمن الغناء والعروض الحركية، من أبرز الفنون التي أبدع فيها سعد. هذه العروض التي تجمع بين الأداء الجسدي والكلمات الشعرية كانت مصدر إلهام كبير له. ومن خلال مشاركاته في الفعاليات التي تقدم العيالة، كان سعد قادرًا على نقل تجربته الشعرية إلى مستوى آخر، حيث يتفاعل الشعر مع الأداء الجسدي ليخلق تجربة فنية متكاملة.

السوشيال ميديا ودورها في تعزيز شهرة سعد الصريطي

في عصر التواصل الاجتماعي، لم يكن سعد بن فايز بن سعد الصريطي بعيدًا عن هذه المنصات. فقد أدرك مبكرًا أهمية السوشيال ميديا في الوصول إلى جمهور واسع، وبدأ في استخدام منصات مثل إنستجرام وتيك توك لنشر قصائده وأعماله الفنية. هذا الانتقال إلى السوشيال ميديا لم يكن فقط وسيلة للوصول إلى جمهور جديد، بل أيضًا لتقديم الشعر بشكل يتناسب مع التطورات التقنية والثقافية الحديثة.

من خلال حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، لا يشارك سعد قصائده فحسب، بل يعرض أيضًا جوانب من حياته الشخصية وتجربته كشاعر. هذا التواصل المباشر مع جمهوره ساهم في تعزيز مكانته كشاعر محبب لدى الكثيرين، خاصة في الإمارات والسعودية. كما أن حضوره على السوشيال ميديا ساعد في جذب جمهور جديد، بما في ذلك الشباب الذين ربما لم يكن لديهم اتصال مباشر بالشعر التقليدي.

سعد الصريطي كبلوجر وصانع محتوى

لم يقتصر دور سعد على كونه شاعرًا فحسب، بل استطاع أن يطور نفسه ليصبح أيضًا بلوجر وصانع محتوى. من خلال منصات التواصل الاجتماعي، يقدم سعد محتوى متنوعًا يجمع بين الشعر والفن والتراث. هذه النقلة النوعية في مسيرته ساعدته في الوصول إلى جمهور أوسع، حيث أصبح يُعتبر نموذجًا للشعراء الذين يستطيعون مواكبة العصر.

في مقاطع الفيديو التي ينشرها، يظهر سعد وهو يلقي قصائده، أو يشارك في فعاليات فنية، مما يجعل جمهوره يتفاعل معه بشكل أكبر. بفضل أسلوبه المميز في التقديم والتواصل، استطاع أن يحظى بمتابعة واسعة، سواء من قبل المهتمين بالشعر أو محبي الفنون التراثية.

الشعر السعودي والإماراتي: جسور تربط بين الثقافتين

من خلال قصائده وعلاقاته الفنية، تمكن سعد من بناء جسور ثقافية بين السعودية والإمارات. الشعر في دول الخليج يُعتبر من أقوى الأدوات الثقافية التي تعزز الوحدة بين الشعوب، وسعد كان دائمًا نموذجًا حيًا لهذا الترابط. قصائده التي تعبر عن الفخر والانتماء للإمارات والسعودية تعكس وحدة المصير الخليجي، وتؤكد على أن الشعر يمكن أن يكون أداة قوية للتواصل بين الثقافات.

في مناسبات عدة، عبر سعد عن فخره بانتمائه للسعودية والإمارات على حد سواء. فهو يقدّر التراث السعودي والإماراتي، ويعتبر أن كلا البلدين يشتركان في قيم وثقافة واحدة تعزز من قوة وتماسك المنطقة.

ختامًا: مستقبل مشرق لسعد بن فايز بن سعد الصريطي

إن مسيرة سعد بن فايز بن سعد الصريطي تُظهر أن الشعر يمكن أن يكون وسيلة قوية للتواصل بين الثقافات والشعوب. بفضل موهبته وشغفه بالشعر والفنون التراثية، استطاع أن يترك بصمة في الساحة الشعرية الإماراتية والسعودية على حد سواء. ومع استمراره في تقديم قصائد جديدة، وتوسيع نشاطه على السوشيال ميديا، يبدو أن المستقبل يحمل الكثير لهذا الشاعر المبدع.

بفضل أعماله التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة، سيكون لسعد دور كبير في الحفاظ على التراث الثقافي الخليجي ونقله للأجيال القادمة. كما أنه سيظل رمزًا للوحدة الثقافية بين دول الخليج، ويستمر في تقديم أعماله التي تعبر عن الفخر والانتماء لكل من السعودية والإمارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى