ماذا يجب ان تعرف عن
مرض الجدري المائي أو الجدير المائى
هو مرض ينتشر في بداية فصول الصيف والشتاء والربيع بين الكثير من الأطفال ويسبب ألماً كبيراً، ورغم أنه شائع الانتشار بين الأطفال إلّا أنه يصيب البالغين والشباب والكبار أيضاً وفي مرحلة الطفولة تمر الكثير من الأسر بهذه المرض، وقد ينتشر بين بعض أفراد الأسرة أو العائلة الواحدة، نتيجة أنّه مرض معدٍ، فيمكن أن يتنقل من طفل مصاب به إلى أحد أفراد العائلة الكبار وبالعكس
كثيراً ما حدثت مثل هذه الحالات من العدوى، بل في بعض الأحيان يصاب كل أطفال العائلة إذا أصيب طفل منهم، والمفيد في الإصابة بمرض الجدري المائي أنّ من يصاب به مرة يأخذ مناعة ولا تعاوده الإصابة مرة ثانية، ويصبح محصناً ضد مرض الجدري المائي، غير أن الإصابة بهذا المرض في مرحلة الطفولة تكون أسهل وأقل ضرراً من الإصابة بهذا المرض في مرحلة البلوغ أو لدى الكبار، وأيضاً الإصابة بمرض الجدري المائي في حالة الأطفال الصغار حديثي الولادة تصبح أكثر خطراً وأعراضها أقوى مثل الكبار، لأن مناعة الطفل تكون ضعيفة، وتصبح حالتهم المرضية أصعب عندما يصابوا بالجدري.
دراسات وحقائق
توضح الكثير من الدراسات الحقائق حول مرض جدري الماء أو يطلق عليه «الحماق»، فهو مرض فيروسي معدٍ وأيضاً سهل وسريع الانتشار، ويظهر في صورة طفح جلدي على هيئة بقع لونها أحمر، وهذه البقع متهيجة وتسبب نوعاً من الحكة، وسرعان ما تنتشر على سطح الجلد كله للمصاب بالجدري المائي، وتصف بعض الأبحاث هذه البقع على أنها تكون في البداية بثوراً أو حبوباً صغيرة شفافة اللون، وهذه البثور مليئة بالماء ولذلك سمي جدري الماء، ثم تمر هذه البثور بمرحلة جديدة هي مرحلة جفاف هذا الماء بصورة كاملة، وتصبح هذه البثور جافة وتتكون قشور عليها، وتترك بقعاً مكانها وتتقلص هذه البقع إلى أن تختفي في النهاية أو تترك أثراً بسيطاً في الجلد، وفي الطبيعي يقوم جهاز المناعة في الإنسان بالحماية من هذا المرض، لكن في حالة الأشخاص المصابين ببعض أمراض المناعة أو مناعتهم أصلاً ضعيفة، فقد يمثل مرض الجدري خطراً كبيراً عليهم
وتشير بعض الدراسات إلى أن مرض الجدري المائي يصيب الأطفال بداية من عمر شهرين ونصف إلى 11 عاماً، وفي كل الأحوال يصيب الطفل مرة واحدة فقط ويكتسب مناعة ضده بعد ذلك، أما في حالة إصابة الكبار فيكون التأثير والمضاعفات أقوى ويستمر معهم فترة أطول من حالات الأطفال ويتطلب عناية خاصة واهتمام كبير من جانب المصاب، وهو في هذه الحالة لابد أن يظل في المنزل حتى يشفى منه تماماً، ولا تنتقل العدوى منه إلى الأشخاص المحيطين به في العمل مثلاً أو الجامعة او النادى او المدرسة او الكافييه أو أي تجمع به أشخاص آخرون، فالطبيب سوف ينبه على هذا المصاب بعدم الاختلاط بالآخرين حتى تنتهي فترة حضانة الفيروس المسبب لهذا المرض عند المصاب، وتزول الأعراض الشديدة والملحوظة تماماً، وتختفي المضاعفات، وتنتهي فترة العدوى كلياً، ومرض الجدري كما تذكر الأبحاث يسببه فيروس يطلق عليه اسم «الفارسيلا زوستر» أو اسم الفيروس النطاقي الحماقي، وهذا الفيروس ينتقل إلى الأشخاص من خلال الهواء المحمل بهذا الفيروس الداخل إلى الجهاز التنفسي بطرق مختلفة، وأكدت الدراسات على أن مدة حضانة هذا الفيروس تبدأ من حد أدني يومين وتستمر إلى أن تصل إلى 24 يوما
كم تفيد بعض الدراسات أن طريقة انتقال هذا الفيروس تكون عبر الهواء، فتذكر أنه يمكن أن ينتقل من الشخص المصاب إلى السليم من خلال استعمال الأدوات الخاصة بالشخص المصاب، مثل المناشف والأغطية والأسطح الصلبة التي يلمسها مثل المكاتب والمقابض وأزرار المصاعد، أو من خلال تناول بعض الأطعمة والمشروبات الملوثة بالفيروس، وكذلك التعرض إلى دم أحد المصابين أو التعرض إلى بعض إفرازاته، أو ينتقل مباشرة عند الاختلاط بهذا الشخص المصاب، مثل التعرض لسعال هذا الشخص أو العطس والقرب منه عند الكلام، أو عن طريق اللعاب من تناول المياه من زجاجة المصاب، وأيضاً ينتقل في حالة ملامسة هذه البثور والبقع وما بها من طفح المياه، وذلك أثناء فترة حضانة الفيروس وظهور أعراض المرض، ويكون هذا الفيروس أكثر حركة ونشاط وتأثير ضار في حالة إصابة الكبار، أو عند ضعف جهاز المناعة لدى بعض الحالات كما ذكرنا سابقاً، وتعتبر المراكز الصحية العالمية أن مرض الجدري المائي من أكثر الأوبئة الفيروسية من حيث الانتشار والتفشي، ويظهر ذلك واضحاً في حالة الأطفال، فقد تصاب مدارس كاملة للأطفال بهذا المرض في حالة إصابة طفل
واحد فقط
وتذكر بعض الدراسات أنّ مرض الجدري في الأساس مرض يصيب معظم الأطفال في مختلف مراحل حياتهم، وقد يكون على هيئة بقع تغطي كامل الجسم أو بقع تغطي أجزاءً بسيطةً من الجسم، حسب حالة مقاومة الطفل للمرض والفيروس، وفي الغالب تظهر هذه البقع الجلدية في منطقة الوجه أو في البطن وأجزاء من الصدر، وكذلك يظهر في منطقة الظهر، وأحياناً على الساق والذراع، وفي بعض الحالات تظهر في أرضية الرأس وتشمل الأذنين، وتعتبر الدراسات أن ما يقرب من 94 في المئة من الأشخاص البالغين محصنون ضد الإصابة بهذا المرض على اعتبار أنهم مروا على هذا الفيروس في أحد فترات حياتهم، وأخذوا المناعة اللازمة ضد الإصابة بهذا الفيروس، ويمكن للكبار المصابين أن يستفيدوا من التطعيم بالأمصال اللازمة أو الدواء المضاد للفيروس في حالة تشخيصه واكتشافه مبكراً، ما يكون له بالغ الأثر في الشفاء وعدم ظهور المضاعفات المرهقة والمؤلمة، وتذكر بعض الأبحاث أن مرض الجدري المائي ينتشر أثناء الأسبوع الأول من ظهور الطفح بصورة كبيرة، ومن الجدير بالذكر أنّ الفيروس المسبب لهذا المرض له مواصفات تمكّنه من البقاء حياً ونشيطاً لمدة من 5 ساعات وتمتد إلى 25 ساعة، حسب العوامل الجوية المحيطة به، وفي هذه الفترة يكون لديه القدرة على نقل المرض والعدوى، ولذلك توصي الدراسات بأن يتم عزل المصابين بهذا المرض لإيقاف انتشار هذا الفيروس وإصابة غيره من الأشخاص الأصحاء.
تشير الدراسات إلى أن مرض الجدري المائي له أعراض متنوعة، مثل ظهور بقع حمراء صغيرة مملوءة بالماء مع حدوث طفح جلدي، الإصابة بالصداع أيضاً وارتفاع بسيط في حرارة جسم المصاب، وطبيعي أن يصاب المريض بحكة شديدة في الجلد المصاب، وبعض الحالات تصاب بألم ووجع في الظهر وبعض المفاصل، وقد يفقد البعض الشهية، وقد يسبب بعض المضاعفات عند الكبار مثل الإصابة بالسعال الشديد مع ضيق ملحوظ بالتنفس، ويصل إلى حدوث التهاب في الرئتين، كما أن الأم الحامل التي تصاب بمرض الجدري المائي هناك احتمالات كبيرة لأن تنقل هذه المرض إلى طفلها الجنين، وكذلك الأطفال بعد الولادة، وفي هذه الحالات يصبح أكثر خطورة ومضاعفاته أكبر وقد تصل المضاعفات عند بعض الحالات إلى التهاب في قرنية العين، وعدوى بكتيرية، والإصابة بمتلازمة راي وهو مرض عصبي شديد يتطور بسبب الإصابة بالجدري المائي، ولكنه مرض يؤدي إلى تضخم في الكبد والدماغ، ولذلك فهو شديد الخطورة، ومن الأمراض الشبيهة بداء الجدري المائي مرض الهربس ومرض الحصف الذي يصيب الجلد أيضاً.
للمزيد من المعلومات يشرفنى التواصل معكم
مركز الدكتور محمد جمال المصرى
للأمراض الجلدية والتناسلية
موبيل 01061423432
01154214609
0862343806
العنوان المنيا شارع سكة تلة عمارة سيد مرسي