*جروبات العقارات… بين المهنية والانحدار الأخلاقي: دعوة للتصحيح* *بقلم: مصطفى حجازي* *أمين عام لجنة الإعلام السياسي بالشيخ زايد*
في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، برزت جروبات العقارات كأحد أهم أدوات التواصل الرقمي بين المستثمرين، الملاك، والباحثين عن فرص عقارية. هذه الجروبات لم تكن مجرد منصات للترويج، بل مساحات للتفاعل وتبادل الخبرات في سوق دائم الحركة. ولكن للأسف، ليس كل جروبات العقارات التزمت بهذه المهمة النبيلة.
*من المهنية إلى الفوضى*
شهدنا في الآونة الأخيرة تحولًا مؤسفًا لبعض جروبات العقارات من منصات مهنية إلى ساحات للنزاعات الشخصية ونشر المحتويات التي تفتقر إلى الاحترام. هذا الانحدار لا يؤثر فقط على الأعضاء الموجودين، بل ينعكس سلبًا على سمعة السوق العقاري ككل.
#### **لماذا يحدث هذا؟**
1. **غياب القوانين الواضحة:** كثير من الجروبات تفتقر إلى قواعد صارمة تضبط طبيعة المحتوى المنشور.
2. **ضعف الإشراف:** غياب الرقابة القوية أدى إلى استغلال البعض لهذه المساحات لنشر خلافات شخصية ومحتويات لا علاقة لها بالعقارات.
3. **ثقافة الاستخدام الخاطئ:** البعض يرى في هذه الجروبات فرصة للظهور أو تصفية الحسابات، متناسين الهدف الأساسي من وجودها.
#### **ليس الكل… ولكن الصورة تضر الجميع**
رغم كل ذلك، هناك جروبات عقارية لا تزال تقدم نموذجًا مشرفًا لما يجب أن تكون عليه هذه المنصات: مهنية، احترام، ومحتوى مفيد. لكن المؤسف أن الأضرار الناتجة عن الجروبات غير المهنية تسيء حتى لتلك التي تلتزم بالمبادئ والقيم.
#### **كيف نعيد جروبات العقارات إلى مسارها الصحيح؟**
1. **تفعيل دور المشرفين:** يجب اختيار مشرفين ذوي خبرة وقادرين على إدارة الجروب بحكمة وعدالة، مع حذف أي محتوى غير لائق على الفور.
2. **فرض قواعد صارمة للنشر:** يجب أن تكون هناك لوائح واضحة تمنع أي نقاشات أو منشورات خارج السياق العقاري.
3. **توعية الأعضاء:** نشر الوعي بين المستخدمين بأهمية احترام الغرض الأساسي للجروب.
4. **تخصيص الجروبات وفقًا للأهداف:** تقسيم الجروبات حسب التخصصات، مثل البيع، الشراء، أو الاستثمار، لضمان التركيز وتجنب العشوائية.
#### **رسالة إلى الجميع**
إن جروبات العقارات ليست مجرد مساحة افتراضية، بل هي انعكاس لمستوى الوعي والثقافة في مجتمعنا. نحن بحاجة إلى استعادة هذه المنصات وجعلها أدوات بناء تدعم السوق العقاري وتعزز من فرص الاستثمار.
لذا أدعو الجميع، سواء كانوا مشرفين أو أعضاء، إلى الالتزام بالمهنية والاحترام، والعمل معًا لإعادة هذه الجروبات إلى مسارها الصحيح. فكما هو الحال في أي مجال، البقاء دائمًا للأفضل، والأفضل هو ما يحترم القيم والمبادئ.
*مصطفى حجازي*
*أمين عام لجنة الإعلام السياسي بالشيخ زايد*