مجلس النواب في عيون الشعب.. بين محاسبة الوجوه القديمة واختبار الوجوه الجديدة

بقلم: الإعلامي فهد الشربيني
مع اقتراب كل دورة نيابية جديدة، تتجدد أسئلة الشارع:
هل من سيمثلنا في البرلمان هذه المرة سيكون فعلاً صوتنا؟ هل سيحمل همومنا؟ أم أننا سنعيد نفس التجربة؟
الشعب المصري لم يعد كما كان، أصبح أكثر وعيًا، أكثر تحليلًا، ولم يعد يُمنَح صوته بسهولة. فبعد سنوات من المتابعة، بات المواطن قادرًا على التفرقة بين من يعمل بصدق، ومن يتحدث فقط في موسم الانتخابات.
الوجوه القديمة.. بين إنجازات تُذكر ومواقف تُنتقد
بعض النواب السابقين ما زالوا يحتفظون بمكانة في قلوب الناس لما قدموه من خدمات أو وقوفهم بجانب أهل دوائرهم في أوقات صعبة. هؤلاء يُقدَّرون، حتى إن لم يُعيدوا الترشح.
لكن في المقابل، هناك من خذلوا دوائرهم، وغابوا عن المشهد تمامًا بعد فوزهم. هؤلاء يتعرضون الآن للمحاسبة الشعبية، ليس أمام لجنة تشريعية، بل أمام عيون الناس وذاكرتهم التي لا تنسى.
الوجوه الجديدة.. أمل يتقدمه الاختبار
المرشحون الجدد يدخلون السباق تحت عدسة مكبرة، حيث يتم فحصهم من قِبل الناس، لا فقط من حيث المؤهل أو البرنامج الانتخابي، بل من حيث المصداقية، والسيرة الذاتية، ومدى التفاعل مع قضايا الشارع قبل الانتخابات.
الناس اليوم تسأل:
– هل هذا المرشح كان بيننا من قبل؟
– هل سبق أن ساند أحدًا في أزمة؟
– هل صوته عالٍ في الحق؟
– هل يملك رؤية فعلية وليس مجرد وعود منسوخة؟
ما الذي يريده المواطن من النائب؟
المواطن البسيط لا ينتظر معجزة.
هو فقط يريد من يمثله حق التمثيل، من يُشرّع قوانين تخفف من معاناته، من يفتح له بابًا في ملف مغلق كـ التعليم، الصحة، البطالة، أو معاشات كبار السن.
يريد نائبًا:
لا يختفي بعد الفوز
لا يتهرب من الرد
ولا يبرر الفشل بل يسعى للحل
مجلس النواب.. مسؤولية وطن
البرلمان ليس مجرد قاعة وكلمة “سيادة النائب”، بل هو مسؤولية وطنية تُحاسب عليها الأجيال. النائب الذي ينجح في أن يكون لسان حال المواطن داخل القبة، هو من يترك أثرًا حتى بعد انتهاء مدته.
وفي النهاية، يبقى الوعي الشعبي هو حجر الأساس لأي نهضة نيابية حقيقية. فصوت المواطن هو الأمانة، وإذا وُضع في مكانه الصحيح، فإن التغيير لا يكون حلمًا، بل واقعًا ملموسًا.